توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هجوم إلكتروني

  مصر اليوم -

هجوم إلكتروني

بقلم : عمرو الشوبكي

مثّل اتهام روسيا بالقيام بهجوم إلكترونى على أجهزة الكمبيوتر الأمريكية تحولًا خطيرًا فى أشكال الصراع بين القوتين العظميين، وفتح الباب لنمط جديد من الصراع الدولى، قائم على الحرب الإلكترونية وأعمال القرصنة التى قد تخلف أضرارًا أكبر من الحروب التقليدية.

وكان قراصنة قد راقبوا بيانات داخل وزارات أمريكية، بما فى ذلك وزارات الخارجية والدفاع والأمن الداخلى والخزانة والتجارة.

وذكرت مجلة «بوليتيكو» نقلاً عن مسؤولين مطلعين أن وزارة الطاقة وإدارة الأمن النووى الوطنية لديهما أدلة على اختراق قراصنة شبكاتهما.

وأشارت وكالة الأمن الإلكترونى وأمن البنية التحتية الأمريكية إلى أن الجناة تمكنوا من اختراق شبكات الكمبيوتر باستخدام برنامج إدارة شبكات، صنعته شركة «سولار ويندز» لتكنولوجيا المعلومات، ومقرها ولاية تكساس الأمريكية.

وأُبلغت جميع الوكالات المدنية الفيدرالية الأمريكية بضرورة إزالة «سولار ويندز» من أجهزتها بسبب هذا الاختراق.

وقالت وكالة الأمن الإلكترونى وأمن البنية التحتية الأمريكية فى بيانها، يوم الخميس، إنها تحقق فى «أدلة على اختراقات إضافية، بخلاف منصة سولار ويندز أوريون».

صحيح أن وكالة الأمن الإلكترونى ومكتب التحقيقات الفيدرالى لم يعلنا صراحة عن المسؤول عن هذا الاختراق، بيد أن شركات أمن خاصة ومسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين ووسائل إعلام وجهوا أصابع الاتهام إلى روسيا.

وقد نفت السفارة الروسية فى أمريكا كما هى العادة مسؤوليتها عن هذا الهجوم وقالت إنها «لا تنفذ عمليات هجوم فى المجال الإلكترونى».

واللافت أن إدارة ترامب لم تخبر الشعب الأمريكى إلا أمس الأول بهذا الهجوم، واتهم وزير الخارجية بومبيو روسيا بأنها تقف وراء الهجوم الذى جرى فى شهر مارس الماضى.

وسواء اكتشفت إدارة ترامب الأمر فى وقته أم لا، فإن المؤكد أنها عرفته منذ أسابيع ومع ذلك اختارت الصمت، وهو ما دفع خصومها إلى اتهامها بالتواطؤ وعدم الكفاءة وكسر قيمة أخرى من أسس النظام السياسى الأمريكى قائمة على الشفافية.

والحقيقة أن الدلالات الأبرز لهذا الهجوم تمثلت فى جانبين، الأول فى قدرات خصوم أمريكا على الاختراق والقرصنة وليس صناعة نظم إلكترونية متطورة كما فى الولايات المتحدة، إنما فى التركيز على الاختراق والإيذاء، وهو أمر يتطلب مضاعفة ميزانية وسائل الحماية كما ذكر الرئيس المنتخب جو بايدن، وليس فقط ميزانية الابتكار والاختراع.

أما الجانب الثانى فيتمثل بهذا الضعف والحياد وعدم الاكتراث الذى تعامل به ترامب مع هذا الهجوم وكأنه جرى فى بلد آخر، خاصة أنه صاحب شعار أمريكا أولاً، واستدعى مفاهيم السيادة الوطنية بصورة مثلت عكس الخبرة الأمريكية التى بنى من خلال دورها فى النظام العالمى الجديد مفاهيم العولمة والتجارة الحرة وغيرها.

والحقيقة أن حياد ترامب فى قضية «اختبار وطنى»، مثل الاختراق الإلكترونى الأجنبى، وضع علامات استفهام عن مدى إيمانه بشعارات كثيرة يرددها وفعل أكثر من مرة عكسها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجوم إلكتروني هجوم إلكتروني



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon