تلقيت الأسبوع الماضى، وقبل تصديق الرئيس السيسى المتوقع على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، عشرات الرسائل غير المسبوقة تعليقاً على سلسلة المقالات التى كتبتها عن تيران وصنافير، اخترت بعض هذه الرسائل لنشرها، واستبعدت أخرى، ليس فقط بسبب ضيق المساحة إنما لقسوة مضمونها وحدته ودرجة سخطه التى تضع مرسلها (والناشر طبعا) تحت المساءلة القانونية إلا أن هذا الكم من الرسائل وتلك الدرجة من السخط لم تقابلنى فى أى قضية أخرى عرفتها مصر فى عهد السيسى.
البداية كانت مع تساؤل الأستاذ صلاح ياسين الذى لم أستطع الإجابة عن شقة الثانى وجاء فيه:
هل حقيقة أنه باستلام السعودية للجزيرتين تصبح المياه بيننا وبينهم دولية؟ بعد ما كان المجرى كله يعتبر مياهاً إقليمية مصرية؟ وماذا عن قناة أشدود المزمع حفرها من جانب إسرائيل، وماذا عن قناة السويس ومستقبلها إذا ما تمت تلك الفكرة الإسرائيلية. وما فائدة تيران وصنافير ومساحتهما لا تقاس بمساحة السعودية والتى تقارب مساحة قارة كاملة؟ أتعجب من مصر تفرط فى شؤونها دونما اهتمام بالمستقبل، ومطلوب نظرة مستقبلية بعيدة بدلا من النظر إلى الأقدام. تحياتى
وتلقيت من الدكتور عزت لوقا المقيم فى فرنسا «مجرد ملاحظة»:
من الممكن أن نكون الشعب الوحيد الذى ينقب عن آثاره بكافة عصورها ثم يقوم بتهريبها وبيعها للأجانب.
أما الأستاذ عبدالحميد عصر فقد حذفت بكل أسف جزءا من رسالته وجاء فيها:
لا أملك إلا أن نقول: اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا سميع يا عليم، اللهم اجعل لنا فى هذه الأيام المباركة فرجاً ومخرجاً اللهم إننا ضعفاء فقونا اللهم إننا أذلاء فأعزنا.
أما الأستاذ على طه فقد أرسل رسالتين، مارست بكل أسف دور الرقيب على الأولى وتركت الثانية:
عزيزى المحترم الدكتور/ عمرو الشوبكى
لقد وقعت الحكومة على اتفاقية ترسيم الحدود قبل عرضها على ما يسمى البرلمان المصرى، وشاهدنا كيف أن رئيس المجلس صار أسوأ من جلس على هذا الكرسى، وصاحب أسوأ أداء فى تاريخ البرلمان المصرى، والله مهانة لمصر أن يكون هذا أداء رأس سلطتنا التشريعية، وبرلماننا الذى أصبحنا نتبرأ من أفعاله. حفظ الله مصر وأبعد عنها عبدالعال اللهم آمين.
أما رسالته الثانية:
حقاً أجمل ما قرأت وأتفق معك أن أزمه الجزيرتين ستتفاقم لأن الناس فعلا حزينة وغاضبة، وغير متقبله لأى تبرير أو تدليل فالحق يقال إن تيران وصنافير مصرية ولو اجتمع عبدالعال وعشيرته.
أما الدكتور مهندس محمد المفتى فكتب يقول:
مقالكم «المسار البائس» عبر فعلا عما نشعر به من الحالة السيئة التى تدار بها الأزمات فى مصر وفرض القرارات من رئيس مجلس النواب على المجتمع دون مشاركة نوابه فنشعر كأننا أدوات فى يد ما لا يستحقون.
اعتقد أن ربنا بيحبك لأنك لم تكن مشاركا فى هذه الاجتماعات التى أديرت بطريقة مستفزة ودونية وأشفق على المحترمين من كانوا فى هذه السويقة وما أصابهم ولكن الله لن يضيع مجهودهم.
المصدر: صحيفة المصري اليوم