توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احذروا إرهاب الهواة

  مصر اليوم -

احذروا إرهاب الهواة

بقلم - عمرو الشوبكي

فى مصر هناك إرهاب «المحترفين»، الذين تربوا على عقيدة عنف وتكفير منحرفة، تبنتها تنظيمات عديدة آخرها تنظيم ولاية سيناء أو داعش، وهناك إرهاب «الهواة» الذى عرفناه منذ بدايات العقد الماضى فى ميدان عبد المنعم رياض والأزهر، وكان عبارة عن إرهاب مجموعة عائلية وخلايا منعزلة استهدفت السياح وحملوا بدايات أولى لإرهاب انتقامى.

ولم تستطع الدولة منذ ذلك الوقت (وقبلها) حسم معركة الإرهاب، لأنها لم تمتلك، خاصة فى السنوات الأخيرة، أى رؤية سياسية واجتماعية للتعامل مع تعقيدات ظاهرة الإرهاب والتمييز بين تنظيماتها وخلاياها وبين بيئتها الحاضنة، واكتفت فقط بالقراءة الأمنية الضيقة.

والحقيقة أن الخلط بين الإرهاب الدينى العقائدى (يمارسه عادة محترفون) وبين الإرهاب الانتقامى الثأرى (يمارسه عادة هواة) جعلنا غير قادرين على مواجهة الاثنين، لأن الأخير المتصاعد لا يحتاج إلى حلول عسكرية إلا فى مراحله الأخيرة، ولا حلول دينية تتعلق بإصلاح للخطاب الدينى، لأن دوافعه بالأساس اجتماعية وينطلق من روايات مظلومية سياسية يجب مواجهتها أساسا بإجراءات اقتصادية وسياسية.

إن معركة مصر ضد الإرهاب تستلزم تركيزا شديدا على العدو الحقيقى للبلاد وتجفيف المنابع التى تغذيه وتدعمه وقطع كل الشرايين المجتمعية التى يمكن أن تشكل بيئة حاضنة للإرهاب، أما الانشغال فى معارك مع المعارضة وشبابها وننسى أن توسيع دائرة الخصومة والملاحقات الأمنية لتشمل دوائر سياسية حتى لو وصفها البعض بالمعارضة المخطئة والمتجاوزة (ولكن ليس لهم علاقة بالإرهاب ولا التحريض عليه) سيعمق من مشاكلنا وسيزيد من حدة الانقسام المجتمعى وسيعطى نقطا مجانية للإرهاب وجماعات التطرف.

إرهاب الهواة والانتقام والتهميش شاهدناه فى عشرات الحوادث الإرهابية، فبداية من القنابل الهيكلية البدائية التى خلفت عشرات الضحايا وانتشرت طوال الفترة من 2014 وحتى 2016 ونحمد الله على تراجعها «»«»«»«»«»«»جزءا«»«»«»«» من هذه الظاهرة، كما شهدنا أيضا ظاهرة الإرهابيين الهواة الذين أطلقوا النار العام الماضى على أحد فنادق الغردقة واكتشفنا أن أحدهم «ألتراس» زملكاوى، وهل نسينا أن الإرهابى الذى اقتحم أحد فنادق العريش فى العام الأسبق وقتل قضاة وموظفين لم يكن له أيضا أى ماضٍ تكفيرى وتردد أنه ينتمى للتيارات المدنية الثورية.

هل نريد أن نحول شبابا معارضا إلى شباب إرهابى أو متواطئ مع الإرهاب بسبب المعارك الغلط وبسبب الضغوط والملاحقة الأمنية؟، معركتنا ضد الإرهاب لن تنجح إلا إذا أوقفنا الضغط على هؤلاء الشباب وواجهناهم أو احتويناهم بالسياسة، وميزنا فى نفس الوقت بين الجماعات التكفيرية الإرهابية التى ترفع السلاح فى وجه الشعب والدولة وتروع الأبرياء بناء على تفسيرات منحرفة للنصوص الدينية، وبين آخرين يمارسون إرهابا بناء على رواية مظلومية وانتقام أو تهميش اجتماعى ويلتحف لحظة قيامه بالعمل الإرهابى بشعارات دينية، لا بقبوله وتدليله (مواجهته ستكون بالقوة أيضا طالما حمل السلاح) إنما بمواجهة البيئة التى أفرزته لوقف انتقال مزيد من الناس نحو العنف.

لم تقض القوة الغاشمة على الإرهاب فى أى مكان فى العالم، صحيح أن القوة العاقلة مطلوبة لكن بالتوازى مع إجراءات سياسية واقتصادية عاجلة تستهدف البيئة الاجتماعية الحاضنة للإرهابيين وتشتبك مع الخطاب الانتقامى الذى يجند محبطين ومهمشين ويحولهم لإرهابيين حتى لو كانوا هواة.

 

 

 

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذروا إرهاب الهواة احذروا إرهاب الهواة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon