توقيت القاهرة المحلي 05:50:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السودان يتقدم

  مصر اليوم -

السودان يتقدم

بقلم : عمرو الشوبكي

تابع العالم ما جرى فى السودان أمس الأول حين وقعت كل من قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكرى على اتفاق المرحلة الانتقالية التى ستستمر ثلاث سنوات محفوفة بالمخاطر والتحديات، وسيقودها مجلس سيادى عضويته مناصفة بين العسكريين والمدنيين وسيرأسه فى الفترة الأولى رئيس المجلس العسكرى ثم رئيس مدنى.

نعم انتصر الشعب السودانى فى معركته الأولى ووضع بلاده على الطريق الصحيح، دون أن يعنى ذلك ضمان نجاحه فى بناء دولة قانون ديمقراطية، فمعركة السودان مثل معارك التغيير والتقدم فى العالم كله هى معركة طويلة ستحسم بالنقاط وليس بالضربة القاضية، وهذا متوقف بشكل رئيسى على أداء قوى الحرية والتغيير.

اتفاق المرحلة الانتقالية أبطاله الشعب السودانى ونخبته المدنية والعسكرية، ونجمه آبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا التى رعت الاتفاق، ونقلته كل قنوات العالم من الجزيرة المحرضة مرورا بسكاى نيوز والعربية وانتهاء بفرنسا 24 والـ BBC وكثير من قنوات ولغات العالم.

إن التوافق على إدارة المرحلة الانتقالية جرى حين اعتمدت قوى الثورة والتغيير منذ اليوم الأول مبدأ التفاوض وضغط الشارع معا، لخدمة الأول وليس لصالح الفوضى والاستباحة وغياب البديل مثلما جرى فى بعض التجارب الأخرى، فالتفاوض قيمة عليا يجب أن يتمسك بها الجميع مهما كانت درجة الخلافات.

رسائل التوقيع على اتفاق المرحلة الانتقالية (رغم الصعوبات) كثيرة ودلالاتها السياسية متعددة، أبرزها أن فرص نجاح أى مرحلة انتقالية لشعب ثار على نظام حكم إخوانى أكبر بكثير من أى مرحلة انتقالية يدعى فيها الإخوان أنهم جزء من قوى التغيير، فهنا ستكون فرص الفشل أكبر بكثير مثلما جرى فى مصر.

لقد أسقط السودانيون حكما اعتبره البعض فى بلادنا حلما (وهما) يسعون إليه، وسموه الحكم الإسلامى وثبت بالدليل العملى أنه أسوأ من باقى النظم الاستبدادية.

ولفت نظرى كلمة محمد ناجى الأصم، ممثل قوى الحرية والتغيير (أقل من 40 عاما) فى احتفال أمس الأول، فقد تميزت بقوة اللغة ورشاقة الأسلوب وبساطة التعبير رغم عمقه (تحسرك على الخطاب السياسى والإعلامى واللغوى فى مصر) وكانت فى مجملها عظيمة وقال 15 رسالة خاطب فيها الجميع وكانت خليطا متجانسا وليس تلفيقيا بين الإيمان بمبادئ الثورة والعملية السياسية. لقد خاطب ضحايا العنف والظلم، والمرأة، والأقليات، وتكلم عن ضرورة خروج البلاد من الأزمة الاقتصادية، وشكر بحفاوة دولا وبفتور دولا أخرى، وتحدث عن حكم الحركة الإسلامية الإخوانية وجرائمه، وقال جملة عظيمة لم يتعلمها الكثيرون فى بلاد عربية أخرى: لن نكون مثلكم ونبنى مشروعنا على الانتقام، فلن ننتقم منكم إنما سنحاسب كل من ارتكب جريمة موثقة منكم بالعدل والقانون.

ستبنى البلاد بالتوافق ودولة القانون العادلة وليس بالشعارات الثورية أو الوطنية أو الإخوانية فمبروك للسودان الخطوة الأولى رغم صعوبة التحديات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان يتقدم السودان يتقدم



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon