توقيت القاهرة المحلي 00:01:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنافسة المطلوبة

  مصر اليوم -

المنافسة المطلوبة

بقلم : عمرو الشوبكي

هل يحتاج نظامنا السياسى فى مصر إلى تنافسية تحمى المسار السياسى الحالى، وتؤمِّنه من أخطار كثيرة، وتضع البلاد على أول طريق الانتقال الديمقراطى؟ أعتقد أن الإجابة المؤكدة نعم، وأن المشهد الذى جرى أثناء انتخابات مجلس الشيوخ، بحيث كان الفوز «معروفًا من الكنترول» لمرشحى القائمة الوطنية، التى نجحت فى ضم عدد من أحزاب المعارضة، (وهو أمر إيجابى)، ولكن انتظر كثيرون «تنافسًا ما» على القوائم الفردية، وهو ما غاب أيضًا.

التعددية المقيدة أو التنافسية المحددة هو طريق نظم شرق أوسطية ليست ديمقراطية، ولكنها تتميز بدرجة كبيرة من التنافس الداخلى، وتضع خطوطًا حمراء لا تسمح بتغيير الأسس والثوابت التى يقوم عليها النظام السياسى، إنما تسمح بتجديد النخب السياسية والإدارية والبرلمانية من خلال عملية تنافسية تجذب المواطنين إلى المشاركة فى العملية السياسية والانتخابية بدلًا من حالة العزوف والإحباط التى أصابت كثيرين.

يقينًا أن ممارسة السياسة فى كثير من بلاد العالم التى حققت تقدمًا اقتصاديًا كبيرًا كانت من خلال قيمتين رئيسيتين: الأولى تنافس «ما دون الخطوط الحمراء»، والثانية دولة القانون الذى يُطبَّق على الجميع دون استثناء.

إن بلدًا متقدمًا مثل سنغافورة كتب رئيس وزرائه الشهير، لى كوان يو، كتابه المهم: «قصة سنغافورة من العالم الثالث إلى الأول»، وكيف نظر إلى المجتمع بتفاصيله ونقاط ضعفه، وكيف بدأ الإصلاحات وواجه عيوب المجتمع (ليس بالشعارات والجمل الرنانة)، وكيف وضع أسسًا لدولة قانون حديثة، رغم أنها لم تكن دولة ديمقراطية كاملة، وكان نظامها أقرب إلى نظام التعددية المقيدة، ومع ذلك صارت هذه التجربة واحدة من أكثر تجارب العالم نجاحًا وإنجازًا.

دولة القانون ستعنى أن المنافسة مقبولة مادامت داخل إطار القواعد القانونية التى وضعها النظام السياسى لنفسه، وبمحض إرادته، وهذا حادث فى مصر، حيث وضع دستور 2014، وجرى تعديل بعض نصوصه، بما يعنى أن الدولة قادرة على أن تضع القواعد التى تريدها، ولا يوجد أى سبب لعدم فرض احترام هذه القواعد بقوة إنفاذ القانون، فالمرشحون للمجالس النيابية ماداموا استوفوا الشروط التى تضعها الدولة وفق الدستور والقانون، فيجب أن ينالوا نفس الفرصة، وأن تتعامل الدولة مع «زيد» مثل «عبيد» ماداما كانا على نفس الأرضية الدستورية والمدنية لأن ذلك سيعنى عمليًا مشاركة الناس فى الانتخابات لشعورهم بوجود «تنافس ما» محدد بالقواعد والقوانين.

سيشارك الناس، وسيحمون النظام السياسى بهامش للاختيار، بعيدًا عن نظريات البعض عن الشعوب الجاهلة غير المُهيَّأة للديمقراطية، والتى لا تنظر إلى مشاكل المجتمع من فقر وأمية على أنها تحدٍّ يجب مواجهته، إنما تعتبرها فرصة للتهرب من مسؤوليتها فى بناء دولة القانون والمنافسة السياسية القادرة على تغيير سلوك الناس وجعلهم أكثر إيجابية ومشاركة فى العملية الانتخابية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنافسة المطلوبة المنافسة المطلوبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon