توقيت القاهرة المحلي 22:18:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواجهة الإرهاب

  مصر اليوم -

مواجهة الإرهاب

بقلم : عمرو الشوبكي

آجلا أم عاجلا سينتصر الشعب المصرى على الإرهاب مهما كان حجم التضحيات، فالإرهاب الذى استهدف مركبة عسكرية فى بئر العبد وخلّف عددًا من الشهداء لن يكسر من عزيمة كل من يقف فى وجه الإرهاب الأسود فى سيناء وفى كل مكان.

صحيح أن عملية سيناء الأخيرة مؤلمة على النفس، لأنها جاءت فى شهر كريم، وهى دليل يجب أن يكون بديهيا أننا أمام جماعات لا علاقة لها بالدين ولن يفرق معها تجديد الخطاب الدينى من عدمه لأنها خرجت عن ثوابت وبديهيات أى دين.

لقد اعتاد بعضنا عقب كل عملية إرهابية فى سيناء أن يبدأ فى طرح شعارات كارثية، مثل المطالبة بإخلاء سيناء من السكان، ونسوا أو تناسوا أن أكبر انتصار للإرهاب فى أى مكان فى العالم هو فى إخلاء المناطق بدلا من تعميرها وملئها بالبشر، وهو عكس ما تتحدث عنه الدولة عن ضرورة تعمير سيناء وربطها بالدلتا وباقى المدن المصرية عبر أنفاق.

يقيناً، مواجهة الإرهاب لن تكون بالشعارات والأغانى الوطنية، إنما بسياسات جديدة تبحث فى الأسباب الاجتماعية والسياسية التى تقف وراء الإرهاب ولا تكتفى فقط بالجوانب الدينية والعقائدية التى تراجعت أمام روايات الانتقام والثأر السياسى ومافيا الاقتصاد والمال.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست فقط مع التنظيمات الإرهابية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء وتستهدف رجال الجيش والشرطة، إنما مع البيئة الاجتماعية والسياسية المحيطة التى سهلت وجودها، وهذه البيئة قد تكون مظالم سياسية أو مجتمعية أو دوافع ثأرية أو تضامناً قبلياً وعائلياً أو ضرراً اقتصاديا أو أوضاعا إنسانية صعبة يعيشها الكثيرون، وخاصة فى سيناء، كل هذه الجوانب لابد من فتحها ومناقشتها، ولدينا القدرة على فعل ذلك وتحقيق تقدم يغير من الواقع.

التركيز على أن المشكلة فى تفسيرات دينية متطرفة يخفى حقيقة الأبعاد المركبة للإرهاب الجديد الذى بات يشمل أبعادا سياسية واقتصادية، فكثير ممن حملوا السلاح ومارسوا إرهابًا فى مصر والعالم لم يعرفوا شيئًا يذكر عن الدين الإسلامى وكانت دوافعهم انتقامية بالأساس.

النصوص الدينية لا تصنع فى أى مكان إرهاباً، إنما الوسيط البشرى الذى ينهل منها ويفسرها نتيجة ظروفه الاجتماعية والسياسية هو الذى يصنع هذا الإرهاب، فهى مثل البنزين لن يشتعل إلا إذا ألقى فيه عود ثقاب، وهذا هو الواقع الاجتماعى والسياسى الذى يدفع البعض إلى تفسيرات متطرفة أو معتدلة.

مواجهة الإرهاب والانتصار عليه ستبدأ حين يتم التمييز بين البيئة الاجتماعية والسياسية المحيطة بالإرهاب التى تفرز متعاطفين ومتواطئين وعملاء لهذه التنظيمات من أجل المال، وهؤلاء قد يقدرون بعشرات الآلاف من البشر، وهنا يجب أن تتم مواجهتهم بإجراءات سياسية ومشاريع تنموية واجتماعية، وبين العناصر التكفيرية التنظيمية المسلحة، وهؤلاء يقدرون فقط بالمئات ويواجهون أساسًا بالأدوات الأمنية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهة الإرهاب مواجهة الإرهاب



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon