توقيت القاهرة المحلي 12:38:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سؤال الدولة

  مصر اليوم -

سؤال الدولة

بقلم : عمرو الشوبكي

طرح بعض الباحثين الغربيين سؤال الدولة فى السودان بصورة معكوسة عن السياق المصرى، حين اعتبروا أن ضعف الدولة، وعلى رأسها الجيش، كان من أسباب البدء فى المرحلة الانتقالية بغرض الوصول لعملية انتقال ديمقراطى.

والحقيقة أن هذا الطرح ليس دقيقًا ومن الصعب تعميمه، فكل تجارب الانتقال الديمقراطى التى عرفها العالم فى أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية وقبلهما أسبانيا والبرتغال كانت مؤسسات الدولة فيها قوية ومتماسكة، وكثير منها مثل نظم أمريكا الجنوبية كانت تحت حكم عسكرى، ومع ذلك نجحت فى أن تنجز انتقالا ديمقراطيا دون أن تنجح جميعها فى بناء دولة القانون.

والمؤكد أن السودان عبرت المرحلة الأولى بتوافق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكرى، حين تخلصت الأولى من فيروسين: خطاب التطرف الثورى (الذى عارض الاتفاق)، والخطاب الإخوانى الذى ثارت عليه، ونظر الطرفان إلى المستقبل بعيدًا عن الانتقام. والمؤكد أن ضعف الدولة خطرٌ، لأنه يفتح الباب أمام انهيارها، وقد يؤدى إلى انقسام الجيش أو غيابه أو تحوله لميليشيا، وهو بلاشك السيناريو الأسوأ فى كل التجارب السياسية العربية وغير العربية.

إن خطر انقسام الجيش خطرٌ عرفته بلاد عربية كثيرة، وخطر انهيار الدولة حقيقى تكرر فى ليبيا والعراق واليمن، وخطر سيطرة النظام السياسى على الدولة أيضا خطر شهدناه فى سوريا وكانت نتائجه وخيمة. يقينًا ضعف الدولة ليس سببًا فى نجاح الخطوة الأولى للانتقال الديمقراطى فى السودان، إنما تعلُّم النخب المدنية الثورية من خبرات الفشل العربية، ووجود توافق شعبى على رفض الإخوان فى السلطة أو المعارضة، وعدم سيطرة أجهزة ومؤسسات الدولة على المجال العام اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا. بالمقابل، فإن قوة الدولة/ الجيش فى مصر يمكن أن تكون عاملًا مساعدًا لبناء دولة القانون الديمقراطية، بشرط اعتبار الحفاظ عليها ليس أهم من الحفاظ على البشر والناس. صحيح أن مصر تعرضت دولتها الوطنية لمخاطر وتحديات، ولكنها دولة قوية راسخة، وإن هذه المخاطر الحقيقية التى استهدفتها يجب ألا تعطى مبررًا لجانب كبير من الخطاب الإعلامى والسياسى بتجاهل الشعب، بل اعتباره مصدر كل الأزمات. يقينًا الحفاظ على الدولة الوطنية وإصلاح مؤسساتها قيمة عليا وشرط للتقدم والإصلاح، وفى نفس الوقت فإن حماية الدولة ليست هدفًا فى حد ذاته إنما وسيلة لهدف أكبر وأسمى وهو حماية الشعب. علينا ألا ننسى أن من أجهض مشروع التوريث وحافظ على الجمهورية فى مصر هو الشعب، وأن من أسقط مشروع الجماعة والعشيرة وحافظ على الدولة هو أساسا الشعب، كما علينا فى نفس الوقت أن نشيد بالشعب السودانى الذى فى ظل ظروف أصعب (ضعف الدولة وخطر انهيارها وانقسام الجيش) نجح فى أن يسقط نظامًا استبداديًّا، وينطلق على أول الطريق الصحيح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سؤال الدولة سؤال الدولة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon