توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلا كلا للأحزاب

  مصر اليوم -

كلا كلا للأحزاب

بقلم : عمرو الشوبكي

استمرت مظاهرات العراق وتكرر سقوط الضحايا، وسقط، أمس الأول، حوالى 40 قتيلا، وأصبحت العراق البلد العربى الذى شهد أكبر عدد من القتلى فى أقل من شهر (حوالى 300 قتيل وآلاف المصابين)، رغم تأكيد الحكومة على محاسبة مطلقى النار إلا أنه تكرر مرات أخرى.

ورغم أن لبنان على بارود ساخن والجزائر تشهد احتجاجات منذ 36 أسبوعا فمازالت السلمية غالبة على هذين البلدين، رغم التحديات والظروف الصعبة اللذين يمران بهما (حفظ الله الجميع).

ورغم أن مظاهرات العراق بها هذا الوجه المؤلم وهو هذا العدد غير المسبوق من الضحايا، ولكم لها وجه آخر يحتاج إلى تأمل وهو هذا الشعار الذى رفعه المتظاهرون ضد كل الأحزاب السياسية: كلا كلا للأحزاب، معلنين رفضهم ليس فقط للحكومة والنظام السياسى، وهو مفهوم، فى ظل أى حراك شعبى ضد أى سلطة، إنما امتد ليشمل قادة الأحزاب السياسية كلها بل وإلى رفض الحزبية والأحزاب والعملية السياسية برمتها.

والمؤكد أن هناك أسبابًا عراقية تفسر هذا الرفض الشعبى للأحزاب، حيث ارتبطت فى ذهن المواطن العادى بالمحاصصة الطائفية والمحسوبية والفساد حيث بدا الأمر وكأن هناك كعكة مغانم يوزعها كل حزب على أعضائه وأنصاره ويترك غالبية الشعب بدون أى اهتمام مادى أو معنوى.

المفارقة أن مظاهرات العراق تطالب بعكس ما يطالب به تيار واسع فى كثير من البلاد العربية، خاصة مصر، بعودة السياسة والأحزاب السياسية، ويطالب أيضا بتشكيل الحكومة من وزراء سياسيين وحزبيين، ويعتبر أن أساس خلافه أو انتقاده للنظام السياسى القائم فى مصر هو إضعافه للأحزاب والحياة السياسية فى حين يطالب التيار الاحتجاجى فى العراق بإلغاء الأحزاب وتشكيل الحكومة من وزراء فنيين وتكنوقراط وليس سياسيين فى مفارقة تبدو لافتة.

والحقيقة أن ما يجرى فى العراق تقاطع مع تجارب تيارات أخرى رفض فيها قطاع واسع من الشعب العملية السياسية البائسة والنخبة السياسية الأكثر بؤسًا، وترتب على هذا الموقف استدعاء الجيش أو تدخل خارجى أو إلغاء الأحزاب.

يقينًا الأحزاب هى جوهر العملية السياسية وأساس النظام الديمقراطى، لكن من المؤكد أيضا أن الديمقراطية خطوة على طريق حل مشاكل الشعوب، لكنها ليست كل الطريق، كما أن البدء فى إجراءات الديمقراطية (انتخابات حرة وأحزاب... إلخ) لا يعنى النجاح فى بناء دولة القانون وتحقيق العدالة، لأن ذلك يتطلب ممارسة وإرادة سياسية للوصول إليها، وإذا كان العراق امتلك الأولى جزئيا، أى قدر محدود من الممارسة السياسية فى ظروف شديدة الصعوبة إلا أنه، بكل أسف، لم يمتلك الثانية، أى إرادة بناء حقيقية لدولة قانون توقف اقتسام كعكة السلطة بين أحزاب الفرق والطوائف. ولهذا احتج الناس.

رحم الله كل الأرواح البريئة التى سقطت فى بلاد الرافدين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلا كلا للأحزاب كلا كلا للأحزاب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon