بقلم : عمرو الشوبكي
تلقيت من الأستاذ مصطفى محمود على، مدير عام تسويق الوقود وعضو مجلس الإدارة فى شركة موبيل أويل (سابقا)، تعليقًا مهمًا على مقالى «البشر قبل الطرق»، جاء فيه: إن إنشاء طرق جديدة ذات حارات مرورية قد تصل إلى ٦، مشروعٌ حيوىٌّ للاقتصاد المصرى، ولكن للأسف الشديد لم نفكر فى كثافة الدماء التى تسيل نتيجة رعونة قائدى السيارات، وأن ضبطها لن يكون أبدًا بتغليظ قانون المرور، لسبب بسيط هو أن أغلب قائدى السيارات يجهلون فى الأصل الأسلوب السليم فى القيادة، إن الحل الوحيد للإقلال من نزيف الدم هو توعية قائدى السيارات بضرورة تطبيق أسلوب القيادة الدفاعية، التى هى علم يدرَّس، وهى تتضمن أساسًا تيقظ السائق لمواجهة أى خطأ قد يحدث من أى سيارة تسير معه فى نفس الطريق، والالتزام بمبادئ القيادة الدفاعية، مثل عدم تغيير حارة المرور إلا باتباع الخطوات اللازمة، وترك مسافة آمنة مع السيارة التى أمامه.
أعلم أن التوعية بالقيادة الدفاعية والالتزام بها كأسلوب فى قيادتنا سيأخذ وقتًا طويلًا، ولكن من المهم أن نبدأ، وبالتالى وضع أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، بحيث نكون من أقل عشر دول فى عدد قتلى حوادث السيارات فى العالم. ولتحقيق هذه الأهداف لابد من وضع خطة عمل تتضمن تكوين لجنة يتم اختيار أعضائها من شباب البرنامج الرئاسى، ولديهم القدرة على الإنجاز، وتشمل خطة العمل التوعية بالقيادة الدفاعية بإصدار كتيب مبسط لحالات وعناصر القيادة الدفاعية، يباع بسعر التكلفة مع تدريسه بالمدارس اعتبارًا من المرحلة الإعدادية، وتشجيع الشباب على فتح مدارس لتعليم القيادة بهذا الأسلوب، مع إلزام المدارس القائمة أيضًا بتدريس القيادة بناء على هذه الأسس، بالإضافة إلى حملة إعلامية للتوعية والتثقيف.
ونأتى لخطوة الحصول على رخصة القيادة، فعلى المتقدم الحصول أولًا على دورة تدريبية فى القيادة من إحدى المدارس المعتمدة لتدريس مبادئ القيادة الدفاعية، ويتقدم لجهة المرور لاجتياز الاختبار التحريرى والاختبار العملى، وهنا لابد من توافر مكان يسع على الأقل عشرة أفراد لتأدية الاختبار التحريرى، ويكون مقر جهة المرور فى مكان مناسب لإجراء الاختبار العملى (بعيدًا عن زحمة وسط المدينة)، وأيضًا إلمام المشرفين الذين سيقومون بعمل هذه الاختبارات بأسلوب ومبادئ القيادة الدفاعية. ولضمان جدية الاختبارات، أقترح أن يكون لكل مشرف رقم يوضع على رخصة القيادة حال صدورها، وذلك لتقييم أدائه من حيث عدد الحوادث التى ستحدث من قائدى السيارات الذين قام باختبارهم ومنحهم الرخصة. وأخيرًا، يجب مراجعة نظام التأمين الحالى لاحتساب تكلفته حسب أداء قائد السيارة. وقد طبقنا منذ تسعينيات القرن الماضى استراتيجية مماثلة لسائقى سيارات نقل شركة موبيل أويل، وحققنا هدفنا وهو «زيرو» حوادث قاتلة، وأعتقد أن الهدف محقق حتى تاريخه.