توقيت القاهرة المحلي 20:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المخالفات الأخرى

  مصر اليوم -

المخالفات الأخرى

بقلم : عمرو الشوبكي

مخالفات البناء هى جزء من مخالفات كثيرة تعرفها مصر، بعضها لن يجلب عائدًا ماديًا للدولة، ولكن تأثيره على المجتمع وعلى قدرته على الفعل المنظم والإنتاج هائلة.

والحقيقة أننا نحتاج رؤية قانونية شاملة للتعامل مع مخالفات السير، ومخالفات الواجهات الكارثية التى تُبنى على عقارات غير مخالفة، والطريقة التى يقود بها «تحالف» سائقى الميكروباص والتوك توك مع أصحاب السيارات الفارهة. يجب توحيد قوانين المرور، وزيادة قيمة المخالفات فى حال التكرار بشكل لا يخضع لأى مساومة أو واسطة، صحيح أن الطرق السريعة مُراقَبة بالرادار، ورجال المرور يوقفون السيارات المخالفة، ولكن ماذا عن «الغرز»، والسير عكس الاتجاه، والسير بدون أضواء خلفية، وأحيانًا أمامية؟ كل ذلك يحتاج منظومة قانونية قابلة للتطبيق وآلية واضحة لتنفيذ القانون.

مسألة أخرى تتعلق بالإيجارات القديمة، صحيح أنها لا تدخل فى إطار المخالفات بالمعنى الضيق، ولكنها تدخل فى إطارها الواسع، أى وجود علاقة «مخالفة» أو غير عادلة بين مستأجر يدفع «ملاليم» للمالك، والحل لن يكون بطرد المستأجرين أو أبنائهم، كما يستسهل البعض هذه الحلول. إن الحل الذى طُبق فى مجتمعات أخرى يكون بوضع لائحة تنظم عملية رفع القيمة الإيجارية، فلا يُعقل أن يكون هناك بيت بُنى فى الخمسينيات، وإيجار شقة به، مكونة من 5 غرف، 10 جنيهات! والمطلوب مضاعفته عشرين مرة مثلًا ليظل أقل من قيمته فى السوق، ولكنه لن يكون كما هو فى الوضع الحالى. نعم من حق المستأجر أن يورث عقاره لأقارب الدرجة الأولى، وفى هذه الحالة مقابل عقد جديد حر، محدد المدة، أو مدى الحياة، وفق اتفاق المالك والمستأجر. لا يوجد سبب واحد يجعل الحكومة لا تقتحم هذا الملف بعيدًا عن أفكار طرد المستأجرين لأن هذا الوضع، المستمر منذ سنوات، فاق تأثيره قضية غياب العدالة فى العلاقة بين المالك والمستأجر، ليصبح أحد أسباب تدهور حال العقارات فى القاهرة التاريخية وتهدُّم كثير منها نتيجة الإهمال وغياب الصيانة، فغير معقول أن تطلب من مالك يحصل على 200 جنيه دخلًا شهريًا من عمارته أن يقوم بأعمال الصيانة المطلوبة، فى حين أن قيمة الإيجار فى عمارة جديدة، لو افترضنا أن كل شققها مؤجَّرة، لن تقل عن 200 ألف جنيه، صحيح أن سعر البناء فى الوقت الحالى ليس كما كان عليه الحال فى الماضى، وهو ما يعنى رفع قيمة الإيجار بقيمة أقل من قيمة السوق الحالية. هذا الإجراء سيعنى مشاركة المالك والمستأجر فى صيانة العقار، وسيعنى عمليًا الحفاظ على جانب مهم من تراث مصر العقارى وضمان السلم الاجتماعى. يجب ألا تكون الحسبة هى العائد المالى الذى ستجنيه الدولة من تحصيل أى مخالفة، فرفع الغبن والشعور بعدم العدالة عن أى فئة فى المجتمع أهم مائة مرة من تحصيل مخالفات بملايين الجنيهات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخالفات الأخرى المخالفات الأخرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon