توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظام حزب الله

  مصر اليوم -

نظام حزب الله

بقلم : عمرو الشوبكي

ألقى زعيم حزب الله، السيد حسن نصر، كلمة صادمة، يوم الجمعة الماضى، شرح فيها موقفه من الحراك الشعبى العابر للمناطق فى لبنان، صحيح أنه ذكر بعض النقاط الصحيحة، إلا أنه فى المجمل وضع حزب الله كمشروع سلطوى تحت مسمى المقاومة، مثلما فعلت نظم استبدادية عربية كثيرة لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل، ومع ذلك وصفت نفسها بالممانعة لتبرر قمع شعوبها.

خطاب رئيس حزب الله كان متوقعًا، وهو خير معبر عن تيار سياسى يعطى لنفسه حصانة دينية باعتباره حزب الله، وسياسية باعتباره حزبًا مقاومًا.

والحقيقة تلك الحصانة التى فرضتها تنظيمات ودول فى المنطقة العربية كانت نتيجتها كارثية على الجميع، فقبول التغيير وعدم تدمير الدول وقتل الشعوب مع رؤساء مثل مبارك فى مصر وبن على فى تونس (على ما بينهما من فروق)، يرجع إلى كونهما رؤساء عاديين لم يضفوا على حكمهم أى حصانة دينية أو وطنية خاصة، على خلاف نظم أخرى احتكر قادتها الوطنية باعتبارهم مقاومين وممانعين أو مناضلين ضد الاستعمار، أو احتكروا الدين باعتبارهم زعماء ربانيين لا يخطئون لأنهم مفوضون من الله، وهؤلاء كانت نتائج حكمهم كارثية.

حديث السيد نصر الله حمل تهديدًا للمتظاهرين، وحذرهم من التمادى فى مطالبهم، وقال إنه سيحمى البلاد من الفوضى، وإن الاحتجاجات لو خرجت عن الحدود سيوقفها مثلما فعلت ميليشياته فى أكثر منطقة ذات أغلبية شيعية فى لبنان، أو بإطلاق مسلحين على دراجات نارية لإرهاب المتظاهرين فى سط بيروت، وأخيرا نزول أنصاره قبل خطابه إلى بيروت واعتدوا على المتظاهرين السلميين، ولذا كان لافتًا أن تخرج فى كل المناطق اللبنانية مظاهرات واسعة ولم يستطع جميع قادة الطوائف الأخرى أن يعترضوها أو يقمعوها، إلا حالة حزب الله الذى استخدم مع حركة أمل ما يسميه شرعية الحزب المقاوم من أجل قمع هذه الاحتجاجات.

لا يمكن اختزال طائفة فى حزب سياسى بالإجبار، وإن خروج قطاعات من الشيعة فى تظاهرات ضد الحكم الذى يمثل حزب الله ركنا أساسا فيه يعد بداية إيجابية.

الواضح أن حزب الله لن يقبل بأن تغير هذه الانتفاضة التركيبة السياسية/ الطائفية الحاكمة، لأنه جزء منها، وفى نفس الوقت فإن تلك الحصانة الخاصة التى فرضها الحزب على نفسه، منذ دوره الكبير فى تحرير الجنوب اللبنانى عام 2000 كحزب مقاوم، جعلته فى وضع استعلائى تجاه الجميع، رغم تغير الوضع الآن، ولم يعد حزب الله قادرًا على الدخول فى أى مواجهة مع إسرائيل مثل كل النظم العربية.

يحتاج لبنان إلى حكومة جيل وتوجهات جديدة، ولا يمكن تخيل أن تكون علمانية تماما، إنما تفتح الباب من أجل التغيير التدريجى للمنظومة الطائفية المتجذرة مجتمعيًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظام حزب الله نظام حزب الله



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon