توقيت القاهرة المحلي 04:36:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفشل أيضاً إرهاب

  مصر اليوم -

الفشل أيضاً إرهاب

بقلم : عمرو الشوبكي

وصل ضحايا قطار الغلابة، أمس الأول، إلى 41 مواطنا، وبلغ عدد المصابين ١٣٢، بينهم 12 حالتهم حرجة، وهم ضحايا نوع آخر من الإرهاب حتى لو كان البعض لا يعتبر الفشل إرهابا ولا ضحاياه شهداء، فهؤلاء ضحايا سوء السياسات والترتيب المختل للأولويات نحتسبهم عند الله شهداء.

والحقيقة أن حوادث القطارات مثل الطرق مثل سوء التعليم مثل غياب البحث العلمى، مواجهتها تعنى أن الدولة قررت ترتيب أولوياتها واختياراتها السياسية بشكل جديد، وهو ما لم يحدث حتى الآن، بل مازالت تبحث مثل كل مرة عن كبش فداء وعن حصر الكارثة فى الإهمال الجسيم الذى بطله دائما العامل أو الموظف الصغير وليس الكبير (رئيس الهيئة القومية للسكك الجديد هو اللواء مدحت شوشة، الذى تم التأكيد على أن انتهاء مدة خدمته هذا الشهر لمنع أى تصور عن محاسبته).

والواقع أن الحكم حسم إمرة ورتب أولوياته، حين أنفق مليارات الجنيهات فى المشروعات القومية الكبرى، والاستثمار فى الأصول الاقتصادية الجديدة كأولوية لا نقاش فيها، سواء فى تفريعة قناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة، وهى كلها أمور نالت دعما سياسيا من قبل الرئاسة والجيش والهيئة الهندسية، ولايزال الكثير يتذكر كيف تم تأجير أعداد كبيرة من الكراكات بالعملة الصعبة من أجل تسليم القناة فى موعدها المحدد أى عام فقط.

ولم يمنع انسحاب شركة إعمار الإماراتية العملاقة من مشروع العاصمة الإدارية، ثم بعد ذلك الجانب الصينى، الرئيس وإدارته من بدء العمل فى المشروع، ودخلت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة كطرف رئيسى يشرف على جوانب كثيرة فى المشروع، وأوكلت لشركات مقاولات مصرية العمل بها، وشهدنا «ماكيتات» لأكبر مسجد وكنيسة، وأكبر قصر جمهورى، وأكبر وزارة دفاع فى الشرق الأوسط، وغيرها فى فترة وجيزة.

والحقيقة أن الاستثمار فى الأصول الجديدة لم يكن دائما محل اتفاق بين الاقتصاديين، بل إن كثيرا منهم اعترضوا عليه، وفضلوا إعطاء الأولوية للاستثمار فى الأصول القديمة، وهو ما لم تأخذ به القيادة السياسية، بما يعنى أن هناك انحيازا لخيار سياسى بعينه وترتيبا للأولويات الاقتصادية بشكل لا يضع الإصلاح الجذرى لمنظومة النقل والمواصلات على سلم الأولويات.

لقد بلغت موازنة هيئة السكك الحديدية 11 مليار جنيه فى 2012، وحصلت على قروض فى السنوات الأخيرة بلغت 660 مليار دولار، وفق ما جاء فى بوابة الأهرام، ورغم ذلك فإن التطوير الذى بدأ فى مزلقانات السكك الحديدية لم يصل إلى 200 من أصل حوالى 1300 مزلقان، رغم بدء العمل فى هذا المشروع منذ 3 سنوات.

صحيح أن مصر بلد فقير، وقرار الإصلاح دائما ليس سهلا، ولكن حين يتعلق الأمر بأرواح الناس، ويصبح ضحايا حوادث القطارات فى مصر أكبر من بلد فقير آخر مثل الهند ويعيش فيه مليار نسمة يصبح الأمر هنا سياسة وليس فقط إهمال موظف.

يقينا إصلاح السكك الحديدية والحفاظ على أرواح الناس أهم من استثمارات فى أصول جديدة هناك شكوك حول جدواها الاقتصادية، وما لم نعترف بأن حوادث السكك الحديدية وكوارثها ترجع أساسا إلى أنه ليس ضمن الأولويات السياسية إصلاح هذا المرفق جذريا، فلنتوقع جميعا استمرار هذه الحوادث والبحث عن عامل التحويلة الذى نام لتحميله المسؤولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفشل أيضاً إرهاب الفشل أيضاً إرهاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon