توقيت القاهرة المحلي 02:47:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصريحات كيسنجر

  مصر اليوم -

تصريحات كيسنجر

بقلم - عمرو الشوبكي

أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، هنرى كيسنجر، في مؤتمر دافوس، والتى طالب فيها أوكرانيا بالتخلى عن أراضٍ لإنهاء الحرب «Ukraine should cede territory to Russia to end war» ردود فعل واسعة، بعضها رافض، وخاصة من الجانب الأوكرانى، والبعض الآخر أشاد بها، وكثير منهم في دوائر الإدارة والحكم تحدّثوا في الغرف المغلقة عن أهمية أخذ هذا الرأى بعين الاعتبار، وهو في كل الأحوال تصور محل دراسة لدى كثير من دوائر صناعة القرار في أمريكا، حتى لو قالت عكسه في العلن إلا أنه يعتبره أحد السيناريوهات لإنهاء الحرب.

وحثَّ «كيسنجر»، في تصريحاته «اللامعة»، الولايات المتحدة والغرب على عدم السعى إلى هزيمة محرجة لروسيا في أوكرانيا، محذرًا من أن ذلك قد يؤدى إلى تفاقم استقرار أوروبا على المدى الطويل، وقال إنه على الدول الغربية أن تتذكر أهمية روسيا بالنسبة لأوروبا، وألّا تنجرف «فى مزاج اللحظة» (in the mood of the moment،) وطالبها بإجبار أوكرانيا على قبول المفاوضات «بالوضع الراهن».

وختم تصريحاته بالقول إنه يجب أن تبدأ المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تؤدى الحرب إلى اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة.

والمؤكد أن أهمية كيسنجر ليست فقط في خبرته الطويلة (٩٩ عامًا) في مجال الدبلوماسية والسياسة الخارجية، إنما لكونه لا يتولى وظيفة حكومية، فهو ليس وزيرًا ولا غفيرًا، ومع ذلك أو بالأحرى بسبب ذلك أصبحت لديه القدرة على طرح أفكار جريئة ومستقلة لا يستطيع مَن هم في دوائر صناع القرار طرحها.

ومن هنا فإن أهمية ما ذكره كيسنجر لا تكمن فقط في مضمونه وتوقيته، إنما في تأكيده قيمة ومعنى حضور الآراء التي يطرحها الخبراء والباحثون والكُتاب من خارج المواقع التنفيذية والإدارية، التي يمكن أن يستفيد بها أهل الحكم مع المتخصصين وجانب من الرأى العام.

يقينًا، النظم المتقدمة أو الراغبة في التقدم تعتبر وجود أشخاص خارج سلطتها الإدارية ولديهم القدرة على إنتاج أفكار مستقلة فرصة حقيقية لمراجعة أخطائها أو إضاءة جوانب لا يستطيع مَن هم في إدارة العمل اليومى أن يروها. ولذا وجدنا كيف احتفت واهتمت الصحافة الأمريكية والرأى العام بتصريحات كيسنجر الأخيرة رغم أنها مخالفة للخطاب الأمريكى السائد بخصوص الحرب في أوكرانيا، ولم تعتبرها «أقل وطنية» من الآراء التي تتبنى الدوافع الرسمية لدعم أوكرانيا وإطالة أمد الحرب، وحتى التعليقات الأوكرانية التي هاجمت تصريحات كيسنجر لم تطالبه بالصمت لتقدم سنه، ولم تعتبره عميلًا روسيًّا، إنما أعلنت اختلافها مع ما قال، ولم تفعل كما فعل البعض عندنا مع الأستاذ هيكل حين تجاهلوا قيمته وأهمية ما يقول (اتفاقًا واختلافًا)، واعتبروا خروجه من وظيفته في «الأهرام»، في منتصف السبعينيات، استسهالًا للهجوم عليه في أمور لا علاقة لها بمضمون ما يقول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصريحات كيسنجر تصريحات كيسنجر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon