توقيت القاهرة المحلي 10:51:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصريحات كيسنجر

  مصر اليوم -

تصريحات كيسنجر

بقلم - عمرو الشوبكي

أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، هنرى كيسنجر، في مؤتمر دافوس، والتى طالب فيها أوكرانيا بالتخلى عن أراضٍ لإنهاء الحرب «Ukraine should cede territory to Russia to end war» ردود فعل واسعة، بعضها رافض، وخاصة من الجانب الأوكرانى، والبعض الآخر أشاد بها، وكثير منهم في دوائر الإدارة والحكم تحدّثوا في الغرف المغلقة عن أهمية أخذ هذا الرأى بعين الاعتبار، وهو في كل الأحوال تصور محل دراسة لدى كثير من دوائر صناعة القرار في أمريكا، حتى لو قالت عكسه في العلن إلا أنه يعتبره أحد السيناريوهات لإنهاء الحرب.

وحثَّ «كيسنجر»، في تصريحاته «اللامعة»، الولايات المتحدة والغرب على عدم السعى إلى هزيمة محرجة لروسيا في أوكرانيا، محذرًا من أن ذلك قد يؤدى إلى تفاقم استقرار أوروبا على المدى الطويل، وقال إنه على الدول الغربية أن تتذكر أهمية روسيا بالنسبة لأوروبا، وألّا تنجرف «فى مزاج اللحظة» (in the mood of the moment،) وطالبها بإجبار أوكرانيا على قبول المفاوضات «بالوضع الراهن».

وختم تصريحاته بالقول إنه يجب أن تبدأ المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تؤدى الحرب إلى اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة.

والمؤكد أن أهمية كيسنجر ليست فقط في خبرته الطويلة (٩٩ عامًا) في مجال الدبلوماسية والسياسة الخارجية، إنما لكونه لا يتولى وظيفة حكومية، فهو ليس وزيرًا ولا غفيرًا، ومع ذلك أو بالأحرى بسبب ذلك أصبحت لديه القدرة على طرح أفكار جريئة ومستقلة لا يستطيع مَن هم في دوائر صناع القرار طرحها.

ومن هنا فإن أهمية ما ذكره كيسنجر لا تكمن فقط في مضمونه وتوقيته، إنما في تأكيده قيمة ومعنى حضور الآراء التي يطرحها الخبراء والباحثون والكُتاب من خارج المواقع التنفيذية والإدارية، التي يمكن أن يستفيد بها أهل الحكم مع المتخصصين وجانب من الرأى العام.

يقينًا، النظم المتقدمة أو الراغبة في التقدم تعتبر وجود أشخاص خارج سلطتها الإدارية ولديهم القدرة على إنتاج أفكار مستقلة فرصة حقيقية لمراجعة أخطائها أو إضاءة جوانب لا يستطيع مَن هم في إدارة العمل اليومى أن يروها. ولذا وجدنا كيف احتفت واهتمت الصحافة الأمريكية والرأى العام بتصريحات كيسنجر الأخيرة رغم أنها مخالفة للخطاب الأمريكى السائد بخصوص الحرب في أوكرانيا، ولم تعتبرها «أقل وطنية» من الآراء التي تتبنى الدوافع الرسمية لدعم أوكرانيا وإطالة أمد الحرب، وحتى التعليقات الأوكرانية التي هاجمت تصريحات كيسنجر لم تطالبه بالصمت لتقدم سنه، ولم تعتبره عميلًا روسيًّا، إنما أعلنت اختلافها مع ما قال، ولم تفعل كما فعل البعض عندنا مع الأستاذ هيكل حين تجاهلوا قيمته وأهمية ما يقول (اتفاقًا واختلافًا)، واعتبروا خروجه من وظيفته في «الأهرام»، في منتصف السبعينيات، استسهالًا للهجوم عليه في أمور لا علاقة لها بمضمون ما يقول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصريحات كيسنجر تصريحات كيسنجر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon