توقيت القاهرة المحلي 19:56:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصريحات كيسنجر

  مصر اليوم -

تصريحات كيسنجر

بقلم - عمرو الشوبكي

أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، هنرى كيسنجر، في مؤتمر دافوس، والتى طالب فيها أوكرانيا بالتخلى عن أراضٍ لإنهاء الحرب «Ukraine should cede territory to Russia to end war» ردود فعل واسعة، بعضها رافض، وخاصة من الجانب الأوكرانى، والبعض الآخر أشاد بها، وكثير منهم في دوائر الإدارة والحكم تحدّثوا في الغرف المغلقة عن أهمية أخذ هذا الرأى بعين الاعتبار، وهو في كل الأحوال تصور محل دراسة لدى كثير من دوائر صناعة القرار في أمريكا، حتى لو قالت عكسه في العلن إلا أنه يعتبره أحد السيناريوهات لإنهاء الحرب.

وحثَّ «كيسنجر»، في تصريحاته «اللامعة»، الولايات المتحدة والغرب على عدم السعى إلى هزيمة محرجة لروسيا في أوكرانيا، محذرًا من أن ذلك قد يؤدى إلى تفاقم استقرار أوروبا على المدى الطويل، وقال إنه على الدول الغربية أن تتذكر أهمية روسيا بالنسبة لأوروبا، وألّا تنجرف «فى مزاج اللحظة» (in the mood of the moment،) وطالبها بإجبار أوكرانيا على قبول المفاوضات «بالوضع الراهن».

وختم تصريحاته بالقول إنه يجب أن تبدأ المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تؤدى الحرب إلى اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة.

والمؤكد أن أهمية كيسنجر ليست فقط في خبرته الطويلة (٩٩ عامًا) في مجال الدبلوماسية والسياسة الخارجية، إنما لكونه لا يتولى وظيفة حكومية، فهو ليس وزيرًا ولا غفيرًا، ومع ذلك أو بالأحرى بسبب ذلك أصبحت لديه القدرة على طرح أفكار جريئة ومستقلة لا يستطيع مَن هم في دوائر صناع القرار طرحها.

ومن هنا فإن أهمية ما ذكره كيسنجر لا تكمن فقط في مضمونه وتوقيته، إنما في تأكيده قيمة ومعنى حضور الآراء التي يطرحها الخبراء والباحثون والكُتاب من خارج المواقع التنفيذية والإدارية، التي يمكن أن يستفيد بها أهل الحكم مع المتخصصين وجانب من الرأى العام.

يقينًا، النظم المتقدمة أو الراغبة في التقدم تعتبر وجود أشخاص خارج سلطتها الإدارية ولديهم القدرة على إنتاج أفكار مستقلة فرصة حقيقية لمراجعة أخطائها أو إضاءة جوانب لا يستطيع مَن هم في إدارة العمل اليومى أن يروها. ولذا وجدنا كيف احتفت واهتمت الصحافة الأمريكية والرأى العام بتصريحات كيسنجر الأخيرة رغم أنها مخالفة للخطاب الأمريكى السائد بخصوص الحرب في أوكرانيا، ولم تعتبرها «أقل وطنية» من الآراء التي تتبنى الدوافع الرسمية لدعم أوكرانيا وإطالة أمد الحرب، وحتى التعليقات الأوكرانية التي هاجمت تصريحات كيسنجر لم تطالبه بالصمت لتقدم سنه، ولم تعتبره عميلًا روسيًّا، إنما أعلنت اختلافها مع ما قال، ولم تفعل كما فعل البعض عندنا مع الأستاذ هيكل حين تجاهلوا قيمته وأهمية ما يقول (اتفاقًا واختلافًا)، واعتبروا خروجه من وظيفته في «الأهرام»، في منتصف السبعينيات، استسهالًا للهجوم عليه في أمور لا علاقة لها بمضمون ما يقول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصريحات كيسنجر تصريحات كيسنجر



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon