توقيت القاهرة المحلي 02:47:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات لبنان

  مصر اليوم -

انتخابات لبنان

بقلم: عمرو الشوبكي

رغم التغيير الذي حملته نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية إلا أنها لا تعنى حدوث تغيير جذرى في المشهد السياسى الحالى، في بلد لا تحسم قضاياه الأساسية من خلال انتخابات البرلمان أو الرئاسة، إنما توازنات طائفية وإقليمية ودولية ما زالت مسيطرة حتى اللحظة.

واللافت هو تراجع تمثيل حزب الله وحلفائه في هذه الانتخابات إلى 62 مقعدا من أصل 128 بعد أن حصلوا في انتخابات 2018 على 71 مقعدا، كما حصلت «القوى التغييرية» المنبثقة من الحراك الشعبى الذي شهدته البلاد في 2020 وواجهة حزب الله والمنظومة الطائفية بقوة، على 13 مقعدا، منها 12 تمثل وجوها جديدة تماما، في حين حصلت القوى المناهضة لحزب الله وعلى رأسها حزب القوات اللبنانية (19 مقعدا) وأحزاب وتيارات سنية ودرزية على باقى المقاعد.

ومع ذلك فقد استمر احتكار حزبى الله وحركة أمل لتمثيل الطائفة الشيعية، فقد حصلا على كل المقاعد المخصصة لهما (27 مقعدا)، وهو أمر لا يحدث مع باقى الطوائف في لبنان التي تعرف انقساما واضحا، ويمثل كل منها أكثر من حزب وفريق سياسى يختلف عن الآخر.

للأسف الشديد احتكار تنظيمات دينية/ سياسية للتمثيل الشيعى في لبنان خطر كبير، خاصة أن هناك عمليات ترهيب لكثير من أبناء الطائفة الشيعية لإجبارهم على عدم الخروج من «بيت الطاعة» الذي يمثله حزب الله وحركة أمل، ويتعرض كل من يحاول أن يستقل عنهما أو يترشح في مواجهتهما لمخاطر كبيرة.

تغيير المعادلة السياسية في لبنان وقضية احتكار حزبين للتمثيل الشيعى لن يتم إلا بالعمل على عدم اختزال مشاكل لبنان في حزب الله وإعفاء باقى أمراء الحرب والطوائف من مسؤولية ما يجرى، فالحزب لعب دورا رئيسيا في تحرير الجنوب اللبنانى من الاحتلال الإسرائيلى عام 2000 ولا يزال يمثل قوة ردع لإسرائيل تجعلها تفكر أكثر من مرة قبل استباحة لبنان، إلا أن قوته العسكرية لا يجب أن تكون عنصر هيمنة على المعادلة السياسية اللبنانية الهشة.

نتائج انتخابات لبنان تحمل كثيرا من الرسائل التي أتمنى أن يفهمها حزب الله وحلفاؤه، فمن غير المنطقى أن يخرج آلاف اللبنانيين ضد الطبقة السياسية الحكامة كلها، ويطالب حزب الله باستثناء نفسه منها لأنه كان منذ ما يقرب من ربع قرن حزبا مقاوما، فقد شارك في السلطة وأوصل حليفا له لرئاسة الجمهورية، وشارك في وزارات، وما ينطبق عليه ينطبق على الآخرين.

إذا أسفرت الانتخابات اللبنانية عن رئيس جديد للبرلمان بدلا من الحالى (نبيه برى) الذي يرأسه منذ 30 عاما، وعن رئيس جمهورية جديد من تيار مختلف عن الرئيس الحالى، وعن رئيس حكومة جديد من خارج القوى السنية التقليدية، فإن هذا يعنى أن لبنان تقدم خطوة للأمام نحو تفكيك جانب من المعادلة الطائفية الحالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات لبنان انتخابات لبنان



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon