توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات لبنان

  مصر اليوم -

انتخابات لبنان

بقلم: عمرو الشوبكي

رغم التغيير الذي حملته نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية إلا أنها لا تعنى حدوث تغيير جذرى في المشهد السياسى الحالى، في بلد لا تحسم قضاياه الأساسية من خلال انتخابات البرلمان أو الرئاسة، إنما توازنات طائفية وإقليمية ودولية ما زالت مسيطرة حتى اللحظة.

واللافت هو تراجع تمثيل حزب الله وحلفائه في هذه الانتخابات إلى 62 مقعدا من أصل 128 بعد أن حصلوا في انتخابات 2018 على 71 مقعدا، كما حصلت «القوى التغييرية» المنبثقة من الحراك الشعبى الذي شهدته البلاد في 2020 وواجهة حزب الله والمنظومة الطائفية بقوة، على 13 مقعدا، منها 12 تمثل وجوها جديدة تماما، في حين حصلت القوى المناهضة لحزب الله وعلى رأسها حزب القوات اللبنانية (19 مقعدا) وأحزاب وتيارات سنية ودرزية على باقى المقاعد.

ومع ذلك فقد استمر احتكار حزبى الله وحركة أمل لتمثيل الطائفة الشيعية، فقد حصلا على كل المقاعد المخصصة لهما (27 مقعدا)، وهو أمر لا يحدث مع باقى الطوائف في لبنان التي تعرف انقساما واضحا، ويمثل كل منها أكثر من حزب وفريق سياسى يختلف عن الآخر.

للأسف الشديد احتكار تنظيمات دينية/ سياسية للتمثيل الشيعى في لبنان خطر كبير، خاصة أن هناك عمليات ترهيب لكثير من أبناء الطائفة الشيعية لإجبارهم على عدم الخروج من «بيت الطاعة» الذي يمثله حزب الله وحركة أمل، ويتعرض كل من يحاول أن يستقل عنهما أو يترشح في مواجهتهما لمخاطر كبيرة.

تغيير المعادلة السياسية في لبنان وقضية احتكار حزبين للتمثيل الشيعى لن يتم إلا بالعمل على عدم اختزال مشاكل لبنان في حزب الله وإعفاء باقى أمراء الحرب والطوائف من مسؤولية ما يجرى، فالحزب لعب دورا رئيسيا في تحرير الجنوب اللبنانى من الاحتلال الإسرائيلى عام 2000 ولا يزال يمثل قوة ردع لإسرائيل تجعلها تفكر أكثر من مرة قبل استباحة لبنان، إلا أن قوته العسكرية لا يجب أن تكون عنصر هيمنة على المعادلة السياسية اللبنانية الهشة.

نتائج انتخابات لبنان تحمل كثيرا من الرسائل التي أتمنى أن يفهمها حزب الله وحلفاؤه، فمن غير المنطقى أن يخرج آلاف اللبنانيين ضد الطبقة السياسية الحكامة كلها، ويطالب حزب الله باستثناء نفسه منها لأنه كان منذ ما يقرب من ربع قرن حزبا مقاوما، فقد شارك في السلطة وأوصل حليفا له لرئاسة الجمهورية، وشارك في وزارات، وما ينطبق عليه ينطبق على الآخرين.

إذا أسفرت الانتخابات اللبنانية عن رئيس جديد للبرلمان بدلا من الحالى (نبيه برى) الذي يرأسه منذ 30 عاما، وعن رئيس جمهورية جديد من تيار مختلف عن الرئيس الحالى، وعن رئيس حكومة جديد من خارج القوى السنية التقليدية، فإن هذا يعنى أن لبنان تقدم خطوة للأمام نحو تفكيك جانب من المعادلة الطائفية الحالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات لبنان انتخابات لبنان



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon