توقيت القاهرة المحلي 20:11:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات لبنان

  مصر اليوم -

انتخابات لبنان

بقلم: عمرو الشوبكي

رغم التغيير الذي حملته نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية إلا أنها لا تعنى حدوث تغيير جذرى في المشهد السياسى الحالى، في بلد لا تحسم قضاياه الأساسية من خلال انتخابات البرلمان أو الرئاسة، إنما توازنات طائفية وإقليمية ودولية ما زالت مسيطرة حتى اللحظة.

واللافت هو تراجع تمثيل حزب الله وحلفائه في هذه الانتخابات إلى 62 مقعدا من أصل 128 بعد أن حصلوا في انتخابات 2018 على 71 مقعدا، كما حصلت «القوى التغييرية» المنبثقة من الحراك الشعبى الذي شهدته البلاد في 2020 وواجهة حزب الله والمنظومة الطائفية بقوة، على 13 مقعدا، منها 12 تمثل وجوها جديدة تماما، في حين حصلت القوى المناهضة لحزب الله وعلى رأسها حزب القوات اللبنانية (19 مقعدا) وأحزاب وتيارات سنية ودرزية على باقى المقاعد.

ومع ذلك فقد استمر احتكار حزبى الله وحركة أمل لتمثيل الطائفة الشيعية، فقد حصلا على كل المقاعد المخصصة لهما (27 مقعدا)، وهو أمر لا يحدث مع باقى الطوائف في لبنان التي تعرف انقساما واضحا، ويمثل كل منها أكثر من حزب وفريق سياسى يختلف عن الآخر.

للأسف الشديد احتكار تنظيمات دينية/ سياسية للتمثيل الشيعى في لبنان خطر كبير، خاصة أن هناك عمليات ترهيب لكثير من أبناء الطائفة الشيعية لإجبارهم على عدم الخروج من «بيت الطاعة» الذي يمثله حزب الله وحركة أمل، ويتعرض كل من يحاول أن يستقل عنهما أو يترشح في مواجهتهما لمخاطر كبيرة.

تغيير المعادلة السياسية في لبنان وقضية احتكار حزبين للتمثيل الشيعى لن يتم إلا بالعمل على عدم اختزال مشاكل لبنان في حزب الله وإعفاء باقى أمراء الحرب والطوائف من مسؤولية ما يجرى، فالحزب لعب دورا رئيسيا في تحرير الجنوب اللبنانى من الاحتلال الإسرائيلى عام 2000 ولا يزال يمثل قوة ردع لإسرائيل تجعلها تفكر أكثر من مرة قبل استباحة لبنان، إلا أن قوته العسكرية لا يجب أن تكون عنصر هيمنة على المعادلة السياسية اللبنانية الهشة.

نتائج انتخابات لبنان تحمل كثيرا من الرسائل التي أتمنى أن يفهمها حزب الله وحلفاؤه، فمن غير المنطقى أن يخرج آلاف اللبنانيين ضد الطبقة السياسية الحكامة كلها، ويطالب حزب الله باستثناء نفسه منها لأنه كان منذ ما يقرب من ربع قرن حزبا مقاوما، فقد شارك في السلطة وأوصل حليفا له لرئاسة الجمهورية، وشارك في وزارات، وما ينطبق عليه ينطبق على الآخرين.

إذا أسفرت الانتخابات اللبنانية عن رئيس جديد للبرلمان بدلا من الحالى (نبيه برى) الذي يرأسه منذ 30 عاما، وعن رئيس جمهورية جديد من تيار مختلف عن الرئيس الحالى، وعن رئيس حكومة جديد من خارج القوى السنية التقليدية، فإن هذا يعنى أن لبنان تقدم خطوة للأمام نحو تفكيك جانب من المعادلة الطائفية الحالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات لبنان انتخابات لبنان



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon