بقلم : عمرو الشوبكي
تحت عنوان «السياسات الخشنة»، قرأت لكم مقالًا فى 17- 3 حول قضية «سد النهضة»، هكذا بدأ الأستاذ السكندرى محمد السيد رجب رسالته التى جاء فيها:
إصرار إثيوبيا على التحدى والتعنت والاستفزاز، كما لو كانت إنجلترا عام 1918، بعد خروجها ظافرة عقب الحرب العالمية الأولى، أشعرنى بقهر خانق، ولابد لى من التنفس!.
د/ عمرو! سوف أجتزئ عبارة مهمة من مقالكم: «لقد ترسخت لدى إثيوبيا قناعة بأنها فى وضع تفاوضى أفضل من اتفاق إعلان المبادئ»، وأقولها لك بأعلى صوتى إن إثيوبيا لا تريد التفاوض ولن تتنازل عن التعنت، وسوف تقوم بالملء الثانى فى يونيو القادم».
لندَع العالم كله، فهو لا يحمى الحق، بل يقف مع القوة، والآن إثيوبيا، لأسباب عديدة، بعضها ظاهر والآخر مجهول، تعتقد أن موقفها هو الأقوى، كما تؤمن أيضًا بأن الحق ليس معها، لذا فهى تخشى العقل والمنطق والعرف والقانون والنظم الدولية. وهل يمكن أن يكون نصيب المواشى والأبقار فى إثيوبيا من مياه النيل أكثر من نصيب الإنسان المصرى والسودانى؟!.
إن إثيوبيا لم تعد تتفاوض، بل هى فقط تعمل على ضياع الوقت باستمتاع شديد وثقة بالغة حتى حلول الموعد الذى حددته لعملية الملء. ومن عجب أن إثيوبيا تعلم يقينًا أن مصر دولة قوية لها جيش قادر، ولكن كل هذه الثقة ترجع إلى وجود دول عظمى تقف بجوارها، وعلى رأسها أمريكا.
إن العد التنازلى لن ينتهى فى يونيو، وكأنه الجرد السنوى للشركات والمؤسسات، بل هو بدأ منذ عدة سنوات. وبصراحة فإن الحل الأوحد هو أن ترتجف خوفًا ورعبًا من مصر، ومن مصر وحدها.
أما الرسالة الثانية فجاءت من المحاسب الأستاذ صلاح ترجم وجاء فيها:
بعد مفاوضات مضنية استمرت لعشر سنوات دون فائدة، فإنى أتعجب من الذين يؤملون على المجتمع الدولى فى حل هذه القضية فى ثلاثة شهور باقية على الملء الثانى للسد.
إن الحقيقة المرة التى تكشفت لنا هو أن تعنت إثيوبيا وصلفها وجرأتها ليس بيدها، إنما بيد غيرها، والدليل أنها لم تستطع بناء طوبة فى هذا السد فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر ومن بعده فى عهدى الرئيسين السادات ومبارك، ولكن على طريقة الضعيف والمهزوز، الذى ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض- عندما يغفو الأسد فى عرينه- ليقوم بتنفيذ مخططه، هكذا فعلت إثيوبيا عقب ثورة 25 يناير، ووجدت من الدول الكبرى وبعض دول المنطقة المساندة والاستقواء بها، وهو ما يفسر سبب عنادها وجرأتها على شاكلة الضعيف الذى يستقوى بالبلطجى.
يا سيدى لقد ثبت بالدليل القاطع منذ عشر سنوات أنها مؤامرة دولية على كل من مصر والسودان لتعطيشهما بنفس عقلية المستعمر القديم. لابد من سياسة خشنة جدًا لكل الأطراف، فلا يفلّ الحديد إلا الحدي