توقيت القاهرة المحلي 11:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطر الإرهاب

  مصر اليوم -

خطر الإرهاب

بقلم - عمرو الشوبكي

حين كتبت صحيفة الجارديان البريطانية ما قاله أسامة بن لادن، من أن ما يجرى في فلسطين كان أحد أسباب تفكيره في الانتقام من الولايات المتحدة، وإشارته إلى أنه عقب سماح أمريكا لإسرائيل بغزو لبنان عام 1982 تركز تفكيره على الانتقام منها. وصحيح أن الصحيفة حذفت التقرير بعد ردود الفعل الغربية والعالمية الواسعة، وهجوم كثيرين عليه، على اعتبار أنه يذكر الأمريكان بحقبة سوداء تصوروا أنها طويت بقتل بن لادن وإضعاف تنظيمه- إلا أن جرس الإنذار الذي أطلقه هذا التقرير سيظل لافتا، خاصة أن هناك مقدمات كثيرة تشبه ما نراه الآن سبقت موجات الإرهاب الكبرى التي بدأت بـ 11 سبتمبر 2001. والمؤكد أن خيار الإرهاب في ربع القرن الأخير لم يعد أساسا خيارا عقائديا؛ بمعنى أن يقوم الشخص بالاعتماد على تفسيرات متشددة لبعض النصوص الدينية ويقرر على ضوئها ممارسة الإرهاب، إنما أصبح يتشكل موقفه أساسا من إحباطات الواقع والمظالم السياسية والاجتماعية والقهر والاحتلال، ويعود في اللحظات الأخيرة للتفسيرات الدينية المتطرفة لتبرير خيار العنف والإرهاب الذي تشكل أساسا من السياق المعاش. وقد بدأ هذا التحول في أعقاب انتقال عدد من أعضاء تنظيم الجهاد بقيادة أيمن الظواهرى من التطرف والعنف المحلى إلى الخارج، وأسس مع أسامة بن لادن في 1998 «الجبهة العالمية للجهاد ضد الصليبيين واليهود»، وتحول بعدها إلى تنظيم القاعدة، ثم تأسس تنظيم داعش كنماذج لتنظيمات عابرة للحدود والقارات.

علينا ألا نندهش حين سنجد أن اعتداءات 11 سبتمبر جاءت في أعقاب انتفاضة الأقصى في سنة 2000 بكل ما قدمته من رمزية ومن إحساس عربى وإسلامى بالظلم، صحيح أنه لم يكن هناك فلسطينى واحد بين منفذى عملية 11 سبتمبر الإرهابية، كما لم تشارك أي منظمة مقاومة فلسطينية من حماس إلى الجهاد بأى صورة في هذه العملية، ولم يسمعوا عنها إلا بعد حدوثها، ومع ذلك دفعت مشاهد العنف الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى إلى اتجاه البعض نحو الخيار الخاطئ وهو الإرهاب، حتى لو لم يكونوا لهم علاقة بالتنظيمات الفلسطينية.

إن ما جرى في كل الانتفاضات والمواجهات السابقة لا يمكن مقارنته بما يجرى الآن من مذابح، وإن تطور وسائل التواصل الاجتماعى ونقل الجرائم الإسرائيلية بالصوت والصورة سيخلق جيلا عاش الظلم الواقع على الفلسطينيين، والانحياز الأمريكى الغربى الفج لدولة الاحتلال، في ظل ضعف عربى، وعدم احترام القوانين الدولية، مما سيعنى أننا سنكون أمام مادة خام جديدة سيستغلها البعض في اتجاه موجات جديدة من عمليات العنف والإرهاب. انتصار آلة الحرب الإسرائيلية سيعنى بالنسبة لكثيرين انتصارا للقوة وشريعة الغاب، ولأن بعض هؤلاء لن يقوى على مواجهة إسرائيل لا بالسياسة ولا القانون ولا العلم، فسيجدون أنفسهم ينجرون نحو الخيار الخاطئ مرة أخرى وهو الإرهاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطر الإرهاب خطر الإرهاب



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon