توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطر الإرهاب

  مصر اليوم -

خطر الإرهاب

بقلم - عمرو الشوبكي

حين كتبت صحيفة الجارديان البريطانية ما قاله أسامة بن لادن، من أن ما يجرى في فلسطين كان أحد أسباب تفكيره في الانتقام من الولايات المتحدة، وإشارته إلى أنه عقب سماح أمريكا لإسرائيل بغزو لبنان عام 1982 تركز تفكيره على الانتقام منها. وصحيح أن الصحيفة حذفت التقرير بعد ردود الفعل الغربية والعالمية الواسعة، وهجوم كثيرين عليه، على اعتبار أنه يذكر الأمريكان بحقبة سوداء تصوروا أنها طويت بقتل بن لادن وإضعاف تنظيمه- إلا أن جرس الإنذار الذي أطلقه هذا التقرير سيظل لافتا، خاصة أن هناك مقدمات كثيرة تشبه ما نراه الآن سبقت موجات الإرهاب الكبرى التي بدأت بـ 11 سبتمبر 2001. والمؤكد أن خيار الإرهاب في ربع القرن الأخير لم يعد أساسا خيارا عقائديا؛ بمعنى أن يقوم الشخص بالاعتماد على تفسيرات متشددة لبعض النصوص الدينية ويقرر على ضوئها ممارسة الإرهاب، إنما أصبح يتشكل موقفه أساسا من إحباطات الواقع والمظالم السياسية والاجتماعية والقهر والاحتلال، ويعود في اللحظات الأخيرة للتفسيرات الدينية المتطرفة لتبرير خيار العنف والإرهاب الذي تشكل أساسا من السياق المعاش. وقد بدأ هذا التحول في أعقاب انتقال عدد من أعضاء تنظيم الجهاد بقيادة أيمن الظواهرى من التطرف والعنف المحلى إلى الخارج، وأسس مع أسامة بن لادن في 1998 «الجبهة العالمية للجهاد ضد الصليبيين واليهود»، وتحول بعدها إلى تنظيم القاعدة، ثم تأسس تنظيم داعش كنماذج لتنظيمات عابرة للحدود والقارات.

علينا ألا نندهش حين سنجد أن اعتداءات 11 سبتمبر جاءت في أعقاب انتفاضة الأقصى في سنة 2000 بكل ما قدمته من رمزية ومن إحساس عربى وإسلامى بالظلم، صحيح أنه لم يكن هناك فلسطينى واحد بين منفذى عملية 11 سبتمبر الإرهابية، كما لم تشارك أي منظمة مقاومة فلسطينية من حماس إلى الجهاد بأى صورة في هذه العملية، ولم يسمعوا عنها إلا بعد حدوثها، ومع ذلك دفعت مشاهد العنف الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى إلى اتجاه البعض نحو الخيار الخاطئ وهو الإرهاب، حتى لو لم يكونوا لهم علاقة بالتنظيمات الفلسطينية.

إن ما جرى في كل الانتفاضات والمواجهات السابقة لا يمكن مقارنته بما يجرى الآن من مذابح، وإن تطور وسائل التواصل الاجتماعى ونقل الجرائم الإسرائيلية بالصوت والصورة سيخلق جيلا عاش الظلم الواقع على الفلسطينيين، والانحياز الأمريكى الغربى الفج لدولة الاحتلال، في ظل ضعف عربى، وعدم احترام القوانين الدولية، مما سيعنى أننا سنكون أمام مادة خام جديدة سيستغلها البعض في اتجاه موجات جديدة من عمليات العنف والإرهاب. انتصار آلة الحرب الإسرائيلية سيعنى بالنسبة لكثيرين انتصارا للقوة وشريعة الغاب، ولأن بعض هؤلاء لن يقوى على مواجهة إسرائيل لا بالسياسة ولا القانون ولا العلم، فسيجدون أنفسهم ينجرون نحو الخيار الخاطئ مرة أخرى وهو الإرهاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطر الإرهاب خطر الإرهاب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon