توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ممانعون ومعتدلون

  مصر اليوم -

ممانعون ومعتدلون

بقلم : عمرو الشوبكي

أعاد الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما، في مقابل وقف الأخيرة ضم أراضٍ في الضفة الغربية، الخلاف الممتد منذ معاهدة كامب ديفيد بين مَن عُرفوا بـ«المتشددين والممانِعين والمقاوِمين»، و«المعتدلين والعمليين والعقلانيين».

وقد عاد هذا الاستقطاب وأطل برأسه مرة أخرى عقب رفض السلطة الفلسطينية وقطاعات واسعة من الشعب الفلسطينى هذه الاتفاقية، وإن بشكل أكثر خفوتًا، مقارنة بما جرى مع الرئيس السادات.

والحقيقة أن خطوة الإمارات تحتاج إلى خطوط رجعة في حال استمرت إسرائيل في سياستها العدوانية في حق الشعب الفلسطينى، وكما قال عمرو موسى، في بيانه: «من المهم أن تفهم الدول العربية، التي يُحتمل أن تحذو حذو الإمارات، أن وقف الضم قد عولج في الاتفاق مع الإمارات، وأن عليهم إذا أقدموا على مثل هذا التطبيع أو الاعتراف أن يكون المقابل مختلفًا لصالح الفلسطينيين، ويحقق لهم مكاسب مضافة، ويؤدى إلى حل سلمى منصف».

إن التطبيع يجب أن يكون مقابل الدولة الفلسطينية، وليس فقط وقف الضم، حتى لو كان خطوة إيجابية لم تنجح السلطة الفلسطينية «المعتدلة» ولا حماس «الممانعة» في وقفها، إلا أنها- (التطبيع)- تظل خطوة أكبر مما حصلنا عليه.

إن جانبًا من أزمة العالم العربى في أنه لا المعتدلون أصبحوا قادرين على التأثير والفعل كما كان يُنتظر منهم، ولا المتشددون حاربوا إسرائيل على سبيل السهو والخطأ منذ حرب 1973.

والمطلوب من الإمارات أن تتجاوز ليس فقط خطاب الممانعين، إنما أيضًا أداء المعتدلين، خاصة في السنوات الأخيرة، لأن المطلوب فعل على الأرض لصالح قضية الشعب الفلسطينى العادلة، تتجاوز دبلوماسية العلاقات العامة واللقاءات التليفزيونية والأحاديث المنمقة، التي تطالب إسرائيل بضبط النفس وإدانة عدوانها لصالح الوصول إلى تسوية عادلة وبناء الدولة الفلسطينية.

أما الخطاب الممانع فأعتقد أن المطلوب التمييز بين نظمه أو تنظيماته- التي توظفه لمصالحها الضيقة، وبصورة لا علاقة لها بالنضال الفلسطينى، مثل النظام السورى، الذي لن يدخل في مواجهة عسكرية من أي نوع مع إسرائيل، وكذلك حزب الله وراعيته إيران جميعًا لن يواجهوا إسرائيل إلا عبر ساحة الشعارات- وبين قيمة ومعنى مقاومة الاحتلال، التي مازالت في وجدان الشعوب العربية، وتمثل حائط صد في وجه سياسات إسرائيل التوسعية.

إن معضلة محور الممانعة، بقيادته الإيرانية، أنه يتحرك للدفاع عن مصالح الدولة الإيرانية ومشروعها النووى وتمددها الإقليمى، ولن يكون من أجل تحرير القدس، كما أن تركيا- التي اكتشفت فجأة أنها ممانِعة، رغم علاقتها مع إسرائيل منذ عام 1949- لم تقدم شيئًا من أجل بناء الدولة الفلسطينية.

خطوة الإمارات يجب أن تعيد تعريف الممانعين والمعتدلين في العالم العربى، وكلاهما لو عبر عن شىء أصيل يمكن أن يكون ورقة ضغط مضافة في معركة بناء الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممانعون ومعتدلون ممانعون ومعتدلون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon