توقيت القاهرة المحلي 00:09:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حجة البليد

  مصر اليوم -

حجة البليد

بقلم : عمرو الشوبكي

فى البلاد المتقدمة والديمقراطية، هناك عقوبات تُطبق على العنصرية والتنمر، ولذا يفكر أى متطرف أو فاشل ألف مرة قبل أن يعلن هذا السلوك القبيح.

فلم نسمع مثلًا عن حملة قام بها لاعبون فرنسيون بيض ضد زملائهم من الأصول الإفريقية، لأنهم يمثلون منتخب فرنسا بدلًا منهم (فى بعض الأوقات كانوا 10 من 11)، ولم يقولوا لهم إن نهائى كأس العالم الذى فازت به فرنسا مرتين مناسبة قومية كبرى لا يجب أن يشارك فيها إلا الفرنسيون البيض، أو أن اختيار المدرب الفرنسى (الأبيض) فرنسيين من أصول إفريقية لتمثيل المنتخب لم يُثر رفض باقى اللاعبين لأنهم يعلمون أنهم الأكثر موهبة والأنسب، وأنهم أيضًا لو مسّوهم بأذى ولو لفظيًا فسيقعون فورًا تحت طائلة القانون.

ونفس الأمر فى احتفالات الثورة الفرنسية (14 يوليو) التى يشارك فيها فرنسيون من كل الأعراق، ومقبرة العظماء لم تعد تضم فقط «فرنسيين بيض»، ولا أحد يمكن أن يتكلم عن الفن أو البحث العلمى، فهى مهن بحكم التعريف والطبيعة عابرة للحدود والثقافات، لأنها تقدم الموهبة والكفاءة على أى معايير أخرى.

الحقيقة أن الحملة التى قادها بعض محدودى الموهبة (منهم من يسمون فنانين) تجاه فنانة تونسية مصرية لأنها شاركت فى حفل نقل المومياوات ترجع أولًا لغيرتهم منها، لأنها أكثر موهبة وقبولًا، وثانيًا، وهو الأخطر، لأنهم يعرفون أن التنمر والعنصرية بحق أى مواطن غير محصن متاحة، ولن يحاسب عليها.

والحقيقة أن القضية لا تخص أسماءً بعينها، إنما هى أزمة مجتمعات لا تعير أى اهتمام لمسألة الموهبة والكفاءة فتبدأ فى البحث عن «حجج البليد»، فهذا «مش ابن ناس»، وهذا ليس عنده واسطة، وهذا صعيدى، وهذا شاب، وهذه ست، وهذا كَبر فى السن، وهذه مش مصرية.. إلى غيرها من المفاهيم البالية التى تقول إن كثيرين فى هذا المجتمع تجاهلوا قيمة الموهبة فى كل المجالات وحاربوها.

معروف أن تنمر الكثيرين بحق المختلفين فى العرق والجنس واللون والخلفية الاجتماعية يرجع، ليس فقط لتعصبهم، إنما أيضًا لفشلهم و«خيبتهم الثقيلة».

اللافت أن مصر ليست بلدًا متقدمًا فنقول إنه مصدر جذب للعلماء والأطباء والمهندسين، بل هى من البلاد الطاردة لهم، كما أنها ليست دولة ثرية نفطية يسعى ملايين العمال عبر العالم للعمل فيها من أجل تحسين دخولهم، ولم يكن لها تقريبًا إلا الفن، الذى كان منذ العشرينيات نقطة جذب لكثيرين منهم عاشوا وماتوا على أرضها، ولم يطالبهم أحد بأن يختاروا بين مصر ووطنهم الأصلى.

ومع تراجع تأثير الثقافة المصرية والفن المصرى على يد محدودى الموهبة عديمى الإبداع، بدأت حملات التنمر على القلة القليلة من الفنانين العرب الذين اختاروا أن يعيشوا فى مصر التى أضافوا لها الكثير كما أضافت لهم. وهى مسألة حان وقت إنهائها ولو بالقانون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حجة البليد حجة البليد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية
  مصر اليوم - الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon