توقيت القاهرة المحلي 09:17:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لسنا عجبة

  مصر اليوم -

لسنا عجبة

بقلم : عمرو الشوبكي

يستعد التونسيون لخوض غمار جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية يوم الأحد القادم بعد أن جاءت نتائج الجولة الأولى على خلاف التوقعات، حيث جاء أستاذ القانون الدستورى قيس سعيد في المركز الأول وحصل على ما يقرب من 19% من الأصوات، ثم جاء رجل الأعمال الشهير نبيل القروى، المحبوس حاليا، في المركز الثانى وحصل على حوالى 15% من الأصوات، ليدخل المرشحان جولة الإعادة يوم الأحد القادم في حال رفض الهيئة العليا المستقلة الطعون المقدمة.

وبلغت نسبة المشاركة حوالى 45% في مقابل 64% في الانتخابات السابقة، واتضح وجود تيار واسع، خاصة من الشباب قاطع الانتخابات الأخيرة، وعبر في أكثر من مناسبة عن عدم ثقته في «جدوى الانتخابات» بل وفى العملية السياسية برمتها.

ورغم أن تونس تصنف من الديمقراطيات الناشئة إلا أنها نجحت في تقديم تجربة انتخابية إيجابياتها أكبر بكثير من جوانبها السلبية، ففقد وجه الناخبون «صفعة ديمقراطية» للطبقة السياسية التي سيطرت على المشهد السياسى منذ الثورة وحتى الآن، وتحديدا ما يعرف بأحزاب يمين الوسط التي مثلها بشكل أساسى حزب «نداء تونس»، الذي خاض أكثر من عضو سابق في الحزب الانتخابات الرئاسية وخسروا جميعا، في حين أنه لو اتفقوا على مرشح واحد لكان باليقين من بين مرشحى الإعادة.

أما الصفعة الثانية فكانت لحركة النهضة التونسية التي خسر مرشحها الرسمى وغير الرسمى الانتخابات من الجولة الأولى، وتصبح هي المرة الأولى منذ الثورة التونسية التي يفشل فيها مرشحو النهضة الرسميين وغير الرسميين في الوصول إلى الدور الثانى.

وقد نجحت تونس في القضاء على أكذوبة تروجها القوى المعادية للديمقراطية جنبا إلى جنب مع كثير من الإسلاميين بأن أي انتخابات حرة تجرى في العالم العربى سيربحها الإسلاميون، وهو غير صحيح في معظم التجارب، وهو ما أثبتته تونس أيضا بشكل عملى.

لقد نجح في جولة الإعادة اثنان مرشحان من خارج المنظومة الحزبية الحاكمة وأيضا حركة النهضة الإسلامية، وهو يدل على وعى الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب التونسى، الذي لم يقبل أن يكون تصويته الرافض للنخب والأحزاب المدنية التقليدية يذهب للتيار الإسلامى.

لقد رفض الشعب التونسى النخب الحاكمة بمختلف توجهاتها بالديمقراطية والصندوق، واختار اثنين من خارج المشهد الحزبى التقليدى، كما فعل الأمريكان مع دونالد ترامب والبرازيليون مع جايير بولسونارو، حين اختاروا مرشحين من خارج الأحزاب التقليدية. بل إن الرئيس الفرنسى ماكرون أسس حزبه قبل انتخابات الرئاسة بفترة قصيرة ليكون بديلا عن الأحزاب التقليدية القديمة، ويفوز في انتخابات الرئاسة مرشح من خارج الأحزاب والنخب التقليدية.

انتخابات تونس أكدت أن العرب ليسوا عجبة ولا استثناء بين دول العالم، وأنهم قدموا نموذجًا لتصويت عقابى للنخب التقليدية سبق تكراره في ديمقراطيات كثيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لسنا عجبة لسنا عجبة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon