توقيت القاهرة المحلي 14:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحية للوفد

  مصر اليوم -

تحية للوفد

بقلم - عمرو الشوبكي

تعرض حزب الوفد، فى الأيام الماضية، لضغوط كبيرة من أجل تغيير موقفه فى اللحظات الأخيرة، والدفع بمرشح ديكور أمام الرئيس السيسى بعد أن أعلن الحزب دعمه له.

والحقيقة أن حزب الوفد مثل حزب التجمع، كلاهما أيد الرئيس بطريقة عاقلة لأنهما أصدرا بيانات تؤكد مطالبتهما الرئيس بإجراء إصلاحات سياسية والسماح للأحزاب بالحركة خارج مقارها وفتح ملف الحريات وحقوق الإنسان، وبالتالى لم يعد متخيلا ولا مقبولا أن يقوم حزب الوفد، عقب هذا التأييد، بتغيير موقفه وإعلانه الدخول فى منافسة شكلية مع الرئيس، فالقضية هنا أصبح لها علاقة بالكرامة واحترام الحزب لنفسه، لا موقفاً سياسياً يتفق أو يختلف عليه، خاصة أن هذه الطلب لم ينطل على أحد فى الداخل والخارج، بل أعطى مادة جديدة للصحافة العالمية للتهكم والسخرية على وجود مؤيد وداعم للرئيس يترشح كمنافس أمامه.

ورغم أن الحل لم يكن فى تقديم مرشح مؤيد للرئيس إنما فى أن يترشح الرئيس بمفرده، وأن يجرى نقاش عام عن أخطاء الولاية الأولى، وما هى الأوليات المختلفة التى يراها جزء كبير من الرأى العام والنخب الاقتصادية والسياسية عن أولويات الرئيس، كل هذا نقاش عام مطلوب وغائب حتى الآن بكل أسف.

إذا لم تنظر الدولة تحت أقدامها وأقرت بأن انتخابات الرئاسة محطة تعثر، وحسمت سياسياً الشكل الذى تريده لنظامنا السياسى وهل سيكون نظام الحزب الواحد والاستفتاءات، أم نظام التعددية المقيدة الذى يسمح بقدر محسوب من التنوع تمهيدا للانتقال الديمقراطى وبناء دولة القانون وتغيير النظرية الحاكمة التى تقول إن مبارك سقط بسبب الهامش السياسى، بل هو بقى فى السلطة 30 عاما نتيجة هذا الهامش.

ومن هناك فإن قرار الهيئة العليا لحزب الوفد برفض تقديم مرشح ديكور أمام الرئيس السيسى بعد أن أعلن الحزب تأييده جاء فى محله تماماً، وأعطى للحزب ميزة نسبية يمكنه أن يستفيد بها لصالح تطوير الحياة السياسية والحزبية، لأنها ببساطة ستعطيه مصداقية وسط الناس وأنه حزب لا يسير من خارجه، إنما تحكمه قواعد ولوائح داخلية وأنه لا يقبل على كرامته أن يكون محللاً فى انتخابات رئاسية سبق أن أعلن موقفه المؤيد فيها.

إن إصلاحية الوفد تعنى أنه مؤيد للدولة وداعم لها حين تتعرض لأخطار وجودية كالإرهاب مثلا، ولكنه يمتلك القدرة أن يختلف مع أداء النظام السياسى وتوجهاته وينتقد (حتى لو أهدر بعض نوابه هذه الميزة)، ويجب أن يدافع بقوة أكبر عن دولة القانون، ويطبق شعاره الخالد: الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة.

قوة الوفد الكامنة تكمن فى أنه قادر على أن يكون رمانة ميزان فى مرحلة تعانى منها البلاد من استقطاب عميق، وأنه قادر على لعب دور أكبر فى المرحلة القادمة إذا استطاع أن يبنى مؤسسة حزبية حقيقية، وأن يجرى انتخابات رئاسة الحزب وهيئته العليا فى موعدها، ويقدم نموذجا للمجتمع أنه يحترم لوائحه ونظمه الداخلية، وبالتالى ستكون لديه مصداقية أكبر حين يطالب الدولة باحترام الدستور.

قرار الهيئة العليا للوفد بغالبية كاسحة بعدم الدفع بمرشح فى انتخابات الرئاسة يستحق التحية والإشادة، ويعطى أملاً بأنه مازال هناك هامش «استقلالية» أمام الأحزاب المدنية تستطيع أن تبنى عليه مزيداً من الشرعية والتأثير

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية للوفد تحية للوفد



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon