القاهرة-مصر اليوم
النقاش حول نظرية المؤامرة لا ينتهى، وقد تلقيت رسالة مهمة من المهندس شريف العزاوى، تطرح أفكارًا مهمة حول هذا الموضوع، جاء فيها:
دكتور/ عمرو الشوبكى المحترم
تحية طيبة..
عن نظرية المؤامرة اجتهاد مرة أخرى
الجنون غير المسبوق الذى يشهده الشرق الأوسط مَن يقتل مَن؟ مَن له المصلحة؟ ما الثمن؟ ومَن يسدده؟ هل هناك بدائل أفضل؟ هل يصدق عاقل أن كل ما يحدث هو مسرحية متفق عليها وقام المخرج بتوزيع الأدوار؟ ولا إبليس نفسه يستطيع!
تدور معظم نظريات المؤامرة حول أربعة محاور:
المحور الأول: حلم إسرائيل الكبرى، الدولة اليهودية من النيل إلى الفرات، والذى شكل موروثًا نفسيًا معقدًا لدى كل الأطراف، بما فيها المواطن الإسرائيلى، الذى جاء اهتمامه بالقضية الفلسطينية فى الترتيب السادس بين أولوياته، التى كانت الصحة والتعليم والسكن والأسعار وفرص العمل، وعليه أن يتعايش مع أى جار.
المحور الثانى: صراعات أيديولوجية انتهت بين الرأسمالية والشيوعية، ظهرت مرة أخرى فى الصراعات الدينية بين المسلمين والأديان الأخرى والفتن الطائفية، وطل الإرهاب المُخلَّق- حسب نظرية المؤامرة- عبر «داعش» وأمثاله، وراجت فكرة المد الإسلامى، فطَفَت الإسلاموفوبيا بين العالم. استخدام الدين لقلب الربيع العربى إلى كابوس عربى، تأجيج الخلاف التاريخى بين السُّنة والشيعة، فليقتلوا بعضهم البعض، ثم ظهرت فكرة الخلافة الإسلامية العتيقة والإمبراطورية الفارسية، التى جار عليها الزمن، مزيدًا من الحطب ليؤجج النيران المستعرة، ولا ننسى دور اليمين المسيحى المتطرف، الذى يرى ضرورة الخلاص من المسلمين واليهود معًا، فيعم السلام والوئام والحياة الملائكية العالم كله.
المحور الثالث: الصراع على الطاقة والمياه لضمان التنمية، بل البقاء أصلًا، فبالرغم من وجود قواعد وأعراف عالمية تضمن حقوق المنتج والمستخدم، ظهرت الأطماع البشرية لتأمين المواد الخام اللازمة لضمان الأسواق تضمن تحقيق الأرباح. المحور الرابع: ما أروعه: المصالح الأمريكية، وكأن العالم كله خُلق ليخدم المصالح الأمريكية، فاستمرار صناعة السلاح وازدهارها يحتاج حروبًا، فلِمَ لا؟ الرئيس الأمريكى طريقه إلى البيت الأبيض يتم عبر السيطرة على منابع النفط والغاز وإشعال الحروب من أجل سواد عيون تجار السلاح. قطعًا قد يكون ما يحدث هنا فى الشرق هو خليط مركب من المحاور الأربعة يستخدمه المستفيد الأكبر، مع بعض الجشع البشرى والرغبة فى السيطرة والاستبداد والاستحواذ على كل الخيرات وغفلة وجهل المفعول بهم وفهمهم الضيق للعبة المصالح.
ببساطة هى المصالح واستمرارها والصراع من أجل ريادة العالم، هل يحكم المارد الصينى العالم؟ هل هناك مجال للطموح الروسى؟ يُظهر أصحاب الدور الثانى المساعد، أمثال إيران وتركيا والتجمع العربى، قطعًا طمعًا فى جزء من الغنائم وتفادى الأضرار. كان الله فى عون الإنسانية، ويبقى العدل أساس الملك والحياة دائمًا أرجح رغم كل المآسى.