توقيت القاهرة المحلي 07:00:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إصلاح الإعلام

  مصر اليوم -

إصلاح الإعلام

بقلم : عمرو الشوبكي

رغم أن الحديث عن إصلاح الإعلام وإعادة هيكلته مازال حديثًا هامسًا، وما يتسرب منه مازال من مصادر أغلبها مُجهَّلة، فإنه مازالت هناك فرصة أن يجرى الحديث حول إعادة الهيكلة من خلال نقاش عام معلن وشفاف يشارك فيه الخبراء وكبار الصحفيين وكل مَن لهم علاقة جادة بصناعة الصحافة والإعلام.

ومع ذلك يبقى مجرد الاعتراف بوجود أزمة كبيرة فى الصحافة والإعلام خطوة فى الاتجاه الصحيح، خاصة بعد انكشاف الإعلام أكثر من مرة، وانصراف جزء كبير من الجمهور المصرى عن متابعته مؤيدين ومعارضين، وبعد أن تعثر فى حل المعادلتين المرتبطتين بدور الإعلام، وهما المهنية والتأثير.

والحقيقة أن رحلة نظامنا الجمهورى مع الإعلام كانت فيها منحنيات كثيرة صعودًا وهبوطًا، إلا أنها اتسمت طوال الوقت بوجود أزمة استقلالية ومهنية خاصة بالنسبة للإعلام الحكومى، ولم يفلت الإعلام الخاص من تلك الأزمة أيضًا.

ومع ذلك ظلت معادلة التأثير حاضرة بقوة، خاصة فى الخمسينيات والستينيات، فى ظل إعلام حكومى ومؤمَّم، وظل السؤال حاضرًا بشدة: ما الذى يجعل إعلامًا موجهًا يعبر عن نظام غير ديمقراطى ينجح ويؤثر بهذه الطريقة؟ والإجابة التى يقولها بعض السياسيين أنه كان هناك مشروع سياسى عبر عنه عبدالناصر حظى بشعبية كبيرة مصريًا وعربيًا، وهى إجابة تمثل جانبًا من الحقيقة، ولكن الجانب الأهم أن مَن نقل رسالة هذا المشروع صحفيًا وإعلاميًا كانوا صحفيين مهنيين كبارًا، ولنا أن نعرف مثلًا أن الهيئة العامة للسينما فى ذلك الوقت ترأسها فى فترة نجيب محفوظ، وقِسْ على ذلك أسماء كبيرة فى عالم الصحافة ظلت تلتزم بثوابت النظام القائم وخطوطه الحمراء، ولكنها تحركت فيما دون ذلك بحرية كبيرة، فى حين أن الوضع الحالى شهد تخبطًا أو عدم وضوح فى القواعد الأساسية لصالح مكايدات ومعارك على التفاصيل: من أسماء الضيوف والمحاورين، إلى شكل الإلقاء والأداء، والأسئلة، فكانت النتيجة كارثية لأنها حوّلت الكثيرين إلى مؤدين بلا روح ولا رسالة.

إذا كانت الدولة تنوى إصلاح الإعلام فعليها أن تراجع بشجاعة المعادلة القائمة على غياب التأثير والمهنية، وإذا كانت الصيغة الحالية قد أنتجت فشلًا فى هذه المعادلة، فكيف يمكن وضع صيغة جديدة لا يمكن بأى حال أن تستهدف التأثير بدون حد أدنى من المهنية، خاصة أن العالم اليوم ليس مثل عالم الستينيات، حيث الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى المفتوحة.

القيود على الخبر أصبحت عملية شبه مستحيلة، والقيام بها يساعد على نشر الشائعات والبلبلة. ملف الإعلام له كود مهنى يعرفه مَن عملوا فيه مثل أى مهنة أخرى، وله كود سياسى يضعه النظام الحاكم وفق الدستور والقانون، وإذا وعينا هذا الواقع عندها يمكن أن نخرج من المعادلة الحالية لصالح معادلة جديدة تعيد إلى الإعلام المصرى حيويته وتأثيره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصلاح الإعلام إصلاح الإعلام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon