توقيت القاهرة المحلي 08:37:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتفاضة العراق

  مصر اليوم -

انتفاضة العراق

بقلم : عمرو الشوبكي

سيعتبر كثيرون أن مطالب المتظاهرين فى العراق هى عكس ما يراه تيار واسع فى مصر، ففى العراق هناك مطالبات بإلغاء الأحزاب ورفض السياسة وإدانة كاملة للطبقة السياسية والبرلمان المتنوع، فى حين أن هناك من يعتبر فى مصر أن أزمة البلاد الرئيسية فى غياب السياسة وضعف الأحزاب وغياب التعبئة السياسية والنقاش العام. أى أن فى العراق هناك فائضًا سياسيًا أدى إلى احتجاجات، وفى مصر هناك جفاف سياسى أثار رفض كثيرين.

تظاهرات العراق التى بدأت العام الماضى تخف ثم تشتعل لكنها لا تغيب، فبدأت منذ عام فى بغداد وانتقلت للمحافظات الجنوبية ثم عادت لتجتاح الاثنين قبل أن تصل فى بغداد إلى مواجهات حقيقية خلفت، وفق كثير من التقارير، 60 قتيلًا.

واللافت أن مطالب المتظاهرين لم تتوقف عند محاربة الفساد والبطالة، والاحتجاج على الغلاء وانقطاع الكهرباء فى بلد نفطى غنى مثل العراق، إنما وصلت إلى المطالبة بإلغاء الأحزاب والحياة الحزبية والعودة لنظام رئاسى، ورئيس يختاره الشعب دون الحاجة لبرلمان ولا كتل حزبية تتخبط وتدخل فى تحالفات غير مبدئية حتى تختار رئيس الوزراء، وتعيش على المحاصصة الطائفية والحزبية.

المفارقة أن المحتجين فى العراق يطالبون بعكس ما يطالب به تيار واسع فى مصر بعودة السياسة والأحزاب السياسية، ويطالب أيضا بتشكيل الحكومة من وزراء سياسيين وحزبيين، فى حين يطالب التيار الاحتجاجى فى العراق بإلغاء الأحزاب وتشكيل الحكومة من وزراء فنيين وتكنوقراط فى مفارقة تبدو لافتة.

والحقيقة أن ما يجرى فى العراق تقاطع مع تجارب تيارات أخرى رفض فيها قطاع واسع من الشعب العملية السياسية البائسة والنخبة السياسية الأكثر بؤسًا، وترتب على هذا الموقف استدعاء الجيش أو تدخل خارجى أو إلغاء الأحزاب.

ولو كان الجيش العراقى بقوته القديمة لربما تدخل بشكل حاسم لوقف العملية السياسية والحزبية وتقديم مخلص قوى أو مستبد عادل يطرح نفسه كمخلص للبلاد من الفساد والبطالة والفقر.

يقينًا الصوت الاحتجاجى الرافض للنظم القائمة وللمؤسسات الحزبية والسياسية لم يعد فقط عراقيًا ولا عربيًا إنما أصبح عابرًا للقارات، فستجده فى تظاهرات السترات الصفراء فى فرنسا حتى لو خفتت، ومظاهرات القوى الاحتجاجية- يمين ويسار- فى ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، التى تعبر عن احتجاج جماهيرى على النظم القائمة أيًا كان شكلها وطبيعتها.

صحيح فى عالمنا العربى لايزال البعض ينطلق من فكرة المخلص من خارج الطبقة الحاكمة، أيًا كان شكلها، ففى العراق تمثلها الأحزاب، وفى مصر يعبر عنها رجال مؤسسات الدولة، فستجد من يرفضهم لأنهم السلطة وأهل الحكم.

احتجاجات العراق رسالة قوية تقول إن الشعوب مازالت رقمًا أساسيًا فى معادلة أى حكم، وأنها قادرة أن تضغط فى حالة العراق من أجل تجديد نظامه السياسى وإصلاحه جراحيًا لا بالمسكنات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة العراق انتفاضة العراق



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon