توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتفاضة العراق

  مصر اليوم -

انتفاضة العراق

بقلم : عمرو الشوبكي

سيعتبر كثيرون أن مطالب المتظاهرين فى العراق هى عكس ما يراه تيار واسع فى مصر، ففى العراق هناك مطالبات بإلغاء الأحزاب ورفض السياسة وإدانة كاملة للطبقة السياسية والبرلمان المتنوع، فى حين أن هناك من يعتبر فى مصر أن أزمة البلاد الرئيسية فى غياب السياسة وضعف الأحزاب وغياب التعبئة السياسية والنقاش العام. أى أن فى العراق هناك فائضًا سياسيًا أدى إلى احتجاجات، وفى مصر هناك جفاف سياسى أثار رفض كثيرين.

تظاهرات العراق التى بدأت العام الماضى تخف ثم تشتعل لكنها لا تغيب، فبدأت منذ عام فى بغداد وانتقلت للمحافظات الجنوبية ثم عادت لتجتاح الاثنين قبل أن تصل فى بغداد إلى مواجهات حقيقية خلفت، وفق كثير من التقارير، 60 قتيلًا.

واللافت أن مطالب المتظاهرين لم تتوقف عند محاربة الفساد والبطالة، والاحتجاج على الغلاء وانقطاع الكهرباء فى بلد نفطى غنى مثل العراق، إنما وصلت إلى المطالبة بإلغاء الأحزاب والحياة الحزبية والعودة لنظام رئاسى، ورئيس يختاره الشعب دون الحاجة لبرلمان ولا كتل حزبية تتخبط وتدخل فى تحالفات غير مبدئية حتى تختار رئيس الوزراء، وتعيش على المحاصصة الطائفية والحزبية.

المفارقة أن المحتجين فى العراق يطالبون بعكس ما يطالب به تيار واسع فى مصر بعودة السياسة والأحزاب السياسية، ويطالب أيضا بتشكيل الحكومة من وزراء سياسيين وحزبيين، فى حين يطالب التيار الاحتجاجى فى العراق بإلغاء الأحزاب وتشكيل الحكومة من وزراء فنيين وتكنوقراط فى مفارقة تبدو لافتة.

والحقيقة أن ما يجرى فى العراق تقاطع مع تجارب تيارات أخرى رفض فيها قطاع واسع من الشعب العملية السياسية البائسة والنخبة السياسية الأكثر بؤسًا، وترتب على هذا الموقف استدعاء الجيش أو تدخل خارجى أو إلغاء الأحزاب.

ولو كان الجيش العراقى بقوته القديمة لربما تدخل بشكل حاسم لوقف العملية السياسية والحزبية وتقديم مخلص قوى أو مستبد عادل يطرح نفسه كمخلص للبلاد من الفساد والبطالة والفقر.

يقينًا الصوت الاحتجاجى الرافض للنظم القائمة وللمؤسسات الحزبية والسياسية لم يعد فقط عراقيًا ولا عربيًا إنما أصبح عابرًا للقارات، فستجده فى تظاهرات السترات الصفراء فى فرنسا حتى لو خفتت، ومظاهرات القوى الاحتجاجية- يمين ويسار- فى ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، التى تعبر عن احتجاج جماهيرى على النظم القائمة أيًا كان شكلها وطبيعتها.

صحيح فى عالمنا العربى لايزال البعض ينطلق من فكرة المخلص من خارج الطبقة الحاكمة، أيًا كان شكلها، ففى العراق تمثلها الأحزاب، وفى مصر يعبر عنها رجال مؤسسات الدولة، فستجد من يرفضهم لأنهم السلطة وأهل الحكم.

احتجاجات العراق رسالة قوية تقول إن الشعوب مازالت رقمًا أساسيًا فى معادلة أى حكم، وأنها قادرة أن تضغط فى حالة العراق من أجل تجديد نظامه السياسى وإصلاحه جراحيًا لا بالمسكنات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة العراق انتفاضة العراق



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon