توقيت القاهرة المحلي 22:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتفاضة العراق

  مصر اليوم -

انتفاضة العراق

بقلم : عمرو الشوبكي

سيعتبر كثيرون أن مطالب المتظاهرين فى العراق هى عكس ما يراه تيار واسع فى مصر، ففى العراق هناك مطالبات بإلغاء الأحزاب ورفض السياسة وإدانة كاملة للطبقة السياسية والبرلمان المتنوع، فى حين أن هناك من يعتبر فى مصر أن أزمة البلاد الرئيسية فى غياب السياسة وضعف الأحزاب وغياب التعبئة السياسية والنقاش العام. أى أن فى العراق هناك فائضًا سياسيًا أدى إلى احتجاجات، وفى مصر هناك جفاف سياسى أثار رفض كثيرين.

تظاهرات العراق التى بدأت العام الماضى تخف ثم تشتعل لكنها لا تغيب، فبدأت منذ عام فى بغداد وانتقلت للمحافظات الجنوبية ثم عادت لتجتاح الاثنين قبل أن تصل فى بغداد إلى مواجهات حقيقية خلفت، وفق كثير من التقارير، 60 قتيلًا.

واللافت أن مطالب المتظاهرين لم تتوقف عند محاربة الفساد والبطالة، والاحتجاج على الغلاء وانقطاع الكهرباء فى بلد نفطى غنى مثل العراق، إنما وصلت إلى المطالبة بإلغاء الأحزاب والحياة الحزبية والعودة لنظام رئاسى، ورئيس يختاره الشعب دون الحاجة لبرلمان ولا كتل حزبية تتخبط وتدخل فى تحالفات غير مبدئية حتى تختار رئيس الوزراء، وتعيش على المحاصصة الطائفية والحزبية.

المفارقة أن المحتجين فى العراق يطالبون بعكس ما يطالب به تيار واسع فى مصر بعودة السياسة والأحزاب السياسية، ويطالب أيضا بتشكيل الحكومة من وزراء سياسيين وحزبيين، فى حين يطالب التيار الاحتجاجى فى العراق بإلغاء الأحزاب وتشكيل الحكومة من وزراء فنيين وتكنوقراط فى مفارقة تبدو لافتة.

والحقيقة أن ما يجرى فى العراق تقاطع مع تجارب تيارات أخرى رفض فيها قطاع واسع من الشعب العملية السياسية البائسة والنخبة السياسية الأكثر بؤسًا، وترتب على هذا الموقف استدعاء الجيش أو تدخل خارجى أو إلغاء الأحزاب.

ولو كان الجيش العراقى بقوته القديمة لربما تدخل بشكل حاسم لوقف العملية السياسية والحزبية وتقديم مخلص قوى أو مستبد عادل يطرح نفسه كمخلص للبلاد من الفساد والبطالة والفقر.

يقينًا الصوت الاحتجاجى الرافض للنظم القائمة وللمؤسسات الحزبية والسياسية لم يعد فقط عراقيًا ولا عربيًا إنما أصبح عابرًا للقارات، فستجده فى تظاهرات السترات الصفراء فى فرنسا حتى لو خفتت، ومظاهرات القوى الاحتجاجية- يمين ويسار- فى ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، التى تعبر عن احتجاج جماهيرى على النظم القائمة أيًا كان شكلها وطبيعتها.

صحيح فى عالمنا العربى لايزال البعض ينطلق من فكرة المخلص من خارج الطبقة الحاكمة، أيًا كان شكلها، ففى العراق تمثلها الأحزاب، وفى مصر يعبر عنها رجال مؤسسات الدولة، فستجد من يرفضهم لأنهم السلطة وأهل الحكم.

احتجاجات العراق رسالة قوية تقول إن الشعوب مازالت رقمًا أساسيًا فى معادلة أى حكم، وأنها قادرة أن تضغط فى حالة العراق من أجل تجديد نظامه السياسى وإصلاحه جراحيًا لا بالمسكنات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة العراق انتفاضة العراق



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم
  مصر اليوم - إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
  مصر اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 20:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة اسرائيلية تستهدف "مبنى سكني" في ريف دمشق في سوريا
  مصر اليوم - غارة اسرائيلية تستهدف مبنى سكني في ريف دمشق في سوريا

GMT 21:27 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصادق على توسيع العملية البرية في لبنان
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يصادق على توسيع العملية البرية في لبنان

GMT 18:17 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تطلق مبادرة لتمكين صانعات الأفلام في البحرين
  مصر اليوم - منى زكي تطلق مبادرة لتمكين صانعات الأفلام في البحرين

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 17:08 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الذهب يستقر مع هيمنة الحذر قبل الانتخابات الأميركية

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 04:37 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يخفف قيوده قبيل زيارة بعثة "صندوق النقد"

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 10:54 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تجربتي في نزل فينان البيئي

GMT 08:51 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

توازن بين حياتك الشخصية والمهنية

GMT 23:08 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على تباين

GMT 04:36 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أجمل مدن العالم من حيث الطبيعة من بينها مارياجيه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon