توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحلقة المفقودة

  مصر اليوم -

الحلقة المفقودة

بقلم : عمرو الشوبكي

لا ينكر كثيرون أن وزير التعليم لديه نوايا إصلاحية لتطوير منظومة التعليم فى مصر، وتبقى مشكلته الحقيقية فى مدى امتلاكه أدوات قادرة على أن تحول الأحلام والأمانى والرؤى إلى تجربة نجاح ولو جزئى وليس مجرد لقطة أو حلم لطيف مُنْبَتّ الصلة عن الواقع.

إن فلسفة نظام التعليم الجديد تطلب تطوير قدرات المعلم واعتبار التابلت ليس هدفًا، إنما وسيلة يمكن الاستغناء عنها إذا تعذَّر استخدامها فى ظروفنا الحالية

لقد عارضت كثيرًا من قرارات الوزير، وتلقيت عشرات الرسائل التى عارضت توجهاته، صحيح أن بعضها عبّر عن هوى، إلا أن بالتأكيد بعضها الآخر عبّر عن انتقاد واقعى لم يُعِرْه الوزير الاهتمام المطلوب.

 

أذكر أن الرجل تواصل معى منذ 6 أشهر تقريبًا، وشرح بشكل رقيق ومهنى بعض تفاصيل مشروعه الإصلاحى، وظلت معضلتى فى الفلسفة الحاكمة لأى إصلاح من أعلى فى مصر، فهو عادة ما يركز على اللقطة السريعة دون أن يجهز البنية التحتية القادرة على أن تُنجِح أى برامج إصلاحية.

نعم، الوزير لديه نوايا إصلاحية مؤكدة، ولكنه يتحرك فى ظل إطار سياسى يستعجل اللقطة والإنجاز الفورى، وهو أمر مفهوم فى الطرق والكبارى والمدن الجديدة، ولكنه مختلف تمامًا فى مجالات التنمية البشرية، التى يأتى التعليم على رأسها، وتحتاج إلى خطط عملية (من أسفل) تقول لنا مثلًا: هل حدث تواصل بين وزارتى التعليم والاتصالات لمعرفة هل سينجح التابلت فى ظل الواقع الحالى أم لا؟، (معلوماتى لم يحدث)، وما الخطوة الأولى التى نحتاجها لتغيير واقع طلابى وثقافى يُصدّر لنا كل عام دراسى مشاهد «المعارك الطاحنة» من أجل الحصول على «التختة الأولى» (مات فيها البعض)؟، وما معدلات النجاح فى برامج تأهيل المعلمين فى ظل ضعف ميزانية التعليم فى مصر رغم مطالبات الوزير العلنية بزيادتها؟، وهل تدخل بعض المحافظين ومديرى المدارس فى تفاصيل شكلية تتعلق بمظهر التلاميذ يفيد رؤية الوزير الإصلاحية أم يعوقها؟، لقد شاهدنا مدير إحدى المدارس يجلب حلاقًا على مدخل المدرسة ليحلق شعر طلابه، وأعلن محافظ آخر أنه سيضع صور الشهداء مكان صور نجوم قصص الأطفال، فى حين أن فى جيلنا وكل الأجيال التى تعلمت بجد فى مدارس الحكومة كانت صور الشهداء وأبطال المجتمع توضع مع رموز الفكر والثقافة ولا يحتاج الأمر لمزايدة أو تجويد، وأخيرًا جاءت صور الاعتداء على طلاب «ثانوى» المحتجين على سياسات الوزير بدلًا من الحوار والاستيعاب وتحمل الوزير المسؤولية بدلًا من وزارة الداخلية.

مشروع وزير التعليم الإصلاحى يتحرك فى بيئة غير إصلاحية، ولا بأس أن يبدأ بإصلاح التعليم لعل من خلاله يمكن أن يصلح جوانب أخرى سياسية وثقافية، ولكن بشرط امتلاك أدوات قادرة على التأثير فى الواقع ونقله خطوة أو خطوات إلى الأمام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلقة المفقودة الحلقة المفقودة



GMT 19:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أمريكا والشرع.. ‎تناقض أم مصالح؟!

GMT 19:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

صلاح رقم 11 ومرموش 59!

GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon