توقيت القاهرة المحلي 16:56:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحلقة المفقودة

  مصر اليوم -

الحلقة المفقودة

بقلم : عمرو الشوبكي

لا ينكر كثيرون أن وزير التعليم لديه نوايا إصلاحية لتطوير منظومة التعليم فى مصر، وتبقى مشكلته الحقيقية فى مدى امتلاكه أدوات قادرة على أن تحول الأحلام والأمانى والرؤى إلى تجربة نجاح ولو جزئى وليس مجرد لقطة أو حلم لطيف مُنْبَتّ الصلة عن الواقع.

إن فلسفة نظام التعليم الجديد تطلب تطوير قدرات المعلم واعتبار التابلت ليس هدفًا، إنما وسيلة يمكن الاستغناء عنها إذا تعذَّر استخدامها فى ظروفنا الحالية

لقد عارضت كثيرًا من قرارات الوزير، وتلقيت عشرات الرسائل التى عارضت توجهاته، صحيح أن بعضها عبّر عن هوى، إلا أن بالتأكيد بعضها الآخر عبّر عن انتقاد واقعى لم يُعِرْه الوزير الاهتمام المطلوب.

 

أذكر أن الرجل تواصل معى منذ 6 أشهر تقريبًا، وشرح بشكل رقيق ومهنى بعض تفاصيل مشروعه الإصلاحى، وظلت معضلتى فى الفلسفة الحاكمة لأى إصلاح من أعلى فى مصر، فهو عادة ما يركز على اللقطة السريعة دون أن يجهز البنية التحتية القادرة على أن تُنجِح أى برامج إصلاحية.

نعم، الوزير لديه نوايا إصلاحية مؤكدة، ولكنه يتحرك فى ظل إطار سياسى يستعجل اللقطة والإنجاز الفورى، وهو أمر مفهوم فى الطرق والكبارى والمدن الجديدة، ولكنه مختلف تمامًا فى مجالات التنمية البشرية، التى يأتى التعليم على رأسها، وتحتاج إلى خطط عملية (من أسفل) تقول لنا مثلًا: هل حدث تواصل بين وزارتى التعليم والاتصالات لمعرفة هل سينجح التابلت فى ظل الواقع الحالى أم لا؟، (معلوماتى لم يحدث)، وما الخطوة الأولى التى نحتاجها لتغيير واقع طلابى وثقافى يُصدّر لنا كل عام دراسى مشاهد «المعارك الطاحنة» من أجل الحصول على «التختة الأولى» (مات فيها البعض)؟، وما معدلات النجاح فى برامج تأهيل المعلمين فى ظل ضعف ميزانية التعليم فى مصر رغم مطالبات الوزير العلنية بزيادتها؟، وهل تدخل بعض المحافظين ومديرى المدارس فى تفاصيل شكلية تتعلق بمظهر التلاميذ يفيد رؤية الوزير الإصلاحية أم يعوقها؟، لقد شاهدنا مدير إحدى المدارس يجلب حلاقًا على مدخل المدرسة ليحلق شعر طلابه، وأعلن محافظ آخر أنه سيضع صور الشهداء مكان صور نجوم قصص الأطفال، فى حين أن فى جيلنا وكل الأجيال التى تعلمت بجد فى مدارس الحكومة كانت صور الشهداء وأبطال المجتمع توضع مع رموز الفكر والثقافة ولا يحتاج الأمر لمزايدة أو تجويد، وأخيرًا جاءت صور الاعتداء على طلاب «ثانوى» المحتجين على سياسات الوزير بدلًا من الحوار والاستيعاب وتحمل الوزير المسؤولية بدلًا من وزارة الداخلية.

مشروع وزير التعليم الإصلاحى يتحرك فى بيئة غير إصلاحية، ولا بأس أن يبدأ بإصلاح التعليم لعل من خلاله يمكن أن يصلح جوانب أخرى سياسية وثقافية، ولكن بشرط امتلاك أدوات قادرة على التأثير فى الواقع ونقله خطوة أو خطوات إلى الأمام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلقة المفقودة الحلقة المفقودة



GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 06:38 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 06:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أميركا والفضائيون... أسرار الصمت المدوي

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon