توقيت القاهرة المحلي 22:18:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طبيب الغربية

  مصر اليوم -

طبيب الغربية

بقلم : عمرو الشوبكي

د. عمرو الشوبكى يكتب:

قصة إقالة مدير مستشفى طنطا بقرار من محافظ الغربية لأنه رقص مع متعافين من كورونا صادم، ليس من زاوية قبول أو رفض تصرف الطبيب العفوى، إنما لأن هذا الانشغال الغريب وغير المسبوق لبعض المسؤولين بأمور شكلية وفرعية لا علاقة لها بجوهر العمل ولا جديته صار مصدر مقلق.

حين ينشغل محافظ برد فعل تلقائى لمدير مستشفى حدث مثله فى كل بلاد العالم فهو يعكس أزمة كبيرة فى التفكير، خاصة أن الطواقم الطبية عبرت عن فرحتها بالمتعافين بصور متعددة شملت الغناء والرقص والصيحات المرتفعة، والأفضل أن يعبر الشخص عن مشاعره فى لحظة فرح بتلقائية ودون عقد وحسابات.

صحيح أن كثيرا من مديرى المستشفيات سيتصرفون بشكل محافظ وربما سيكتفون بتهنئة المتعافين، ولن يفعلوا مثل مدير مستشفى طنطا ولكن فى حال أن عبر الرجل عن مشاعره الداخلية بهذا التصرف بشكل عفوى فإنه بأى حال لا يجب أن يعاقب ويعفى من منصبه.

كمّ العقد والشكليات والحرص على ربط الهيبة بشخصية متجهمة «تشخط فى الناس» وتكون مليئة بالعقد أمور أثرت سلبًا على مجمل الأداء العام.

من باب أولى أن يهتم محافظ الغربية بسير العمل فى المستشفيات وبشفافية مديريها ومدى قيامهم بتوفير مستلزمات الوقاية للأطقم الطبية وإجراء اختبارات دورية لهم، وهذا ما أنكره بعض مديرى المستشفيات وتسببوا فى كوارث طبية وهؤلاء من باب أولى الذين يجب إعفاؤهم من مناصبهم.

إن كل مسؤول يبدأ عمله بالاهتمام بسلة الشكليات: دهان المبنى، تغيير الأثاث، الشعارات المعلقة على الجدران، النشيد والأغانى الوطنية، هيبة الشكل لا المضمون، فبالتأكيد هو الذى سيشغله مشاركة طبيب فرحة مريض متعافى بالرقص العابر وسيعتبرها جريمة تستحق الإقالة. ما جرى مع مدير مستشفى طنطا تبارى فى تكراره كثير من المسؤولين فى مواقع مختلفة فمازال كثير منا يتذكر كيف قام عمداء حقوق ورؤساء جامعات بمحاولة تدمير مستقبل فتى وفتاه أعلنا خطبتهما فى العلن وأمام أعين زملائهما بالورود وبحضن رومانسى لثوان بفصلهما من الجامعة تحت حجة الحفاظ على هيبة وكرامة الجامعة لولا تدخل فضيلة شيخ الأزهر لوقف قرارات الفصل والتأكيد على دور القادة والمسؤولين فى النصح والإرشاد والتوجيه قبل التبارى فى فرض العقوبات.

قادة مدرسة الشكل على حساب الجوهر، واللقطة على حساب المضمون، جعلت أولويات العمل والإنجاز مختلة، فمشاكل المستشفيات معروفة للجميع.تصرف مدير مستشفى طنطا لا يدخل فى إطار الإخلال بواجباته الوظيفية، وإذا لم نحول تحدى كورونا إلى فرصة لتحسين الأداء وتغيير كثير من طرق التفكير فلن نحقق الحد الأدنى المطلوب لتقدم هذا البلد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيب الغربية طبيب الغربية



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon