توقيت القاهرة المحلي 07:44:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجيش المحارب

  مصر اليوم -

الجيش المحارب

بقلم : عمرو الشوبكي

الجيش المصرى له مكانة خاصة فى نفوس المصريين، فقد ظل عماد الدولة منذ أسس محمد على الدولة المصرية الحديثة فى 1805، وخاض حروبا مشرفة من أجل الدفاع عن مصالح الوطن.

نصر أكتوبر هو نقطة مضيئة ناصعة فى تاريخ الشعب المصرى والعسكرية المصرية بعد هزيمة 67 التى أحدثت شرخا كبيرا فى نفوس الكثيرين داخل مصر وخارجها.

لم ينتصر الجيش المصرى عسكريا فقط فى حرب أكتوبر 73، ولم يرد الكرامة للشعب المصرى وللشعوب العربية بعبوره قناة السويس وتحرير جزء من أرض سيناء، إنما انتصر أيضا حين استعاد تقاليده كجيش وطنى محترف حارب دفاعا عن الوطن بشرف ونزاهة، وقدم الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية أرض سيناء الطاهرة.

ومنذ قيام ثورة يوليو 52 ظل دور الجيش السياسى محل جدل، وإن كان التيار الغالب اعتبر أن تجربة الضباط الأحرار بقيادة عبدالناصر هى جزء من تجارب التحرر الوطنى فى كل دول العالم الثالث، حتى وصلت إلى بلد مثل فرنسا حين بايعت الجنرال ديجول لمواجهة أولا الاحتلال النازى ثم حكمها بعد ذلك.

وقد أخفقت تجارب التحرر الوطنى (على أهميتها وإيجابيتها فى سياقها التاريخى) فى أن تجلب الديمقراطية لكل الشعوب التى حكمتها، وجاءت هزيمة 67 ثم الثورات العربية لتعيد نسج علاقة الجيوش بالسياسة.

إن انتصار أكتوبر هو انتصار للجيش المهنى المحارب، ونكسة 67 هى هزيمة للجيش الذى خرج عن تلك القواعد، وإن أى قراءة للطريق السياسى الذى قدمه عبدالناصر عقب 67 من النقد الذاتى ومراجعة ملف الديمقراطية وإعادة بناء الجيش المهنى المحارب تؤدى إلى أن هذه العوامل هى كلها كانت طريق الانتصار.

الطريق إلى أكتوبر بدأ بإعادة بناء الجيش المصرى على أسس مهنية منضبطة، أو بالأحرى إعادته إلى تقاليده الأولى التى قام عليها منذ تأسس بصورة حديثة فى عهد محمد على.

إن الجيش الذى ضم قادة عظامًا مثل محمد فوزى، وأحمد إسماعيل، وسعد الدين الشاذلى، ومحمد عبدالغنى الجمسى، وأبوغزالة، وباقى زكى يوسف، والشهيد البطل عبدالمنعم رياض، وغيرهم من القادة والضباط والجنود، كان لابد أن ينتصر فى حرب أكتوبر 73.

إن انتصار أكتوبر هو انتصار للجيش المحارب الذى رسخ لقيم الجوهر والمضمون على حساب الشكل، وانتصار لمن رهنوا حياتهم عن طيب خاطر للدفاع عن الوطن والشعب، وقاموا بعملهم الذى أقسموا على القيام به دون الدخول فى أى معارك جانبية، لأنهم واجهوا عدوا قويا مدججا بالسلاح، ويمتلك واحدا من أقوى جيوش العالم، مثل الجيش الإسرائيلى، وواحدا من أقوى أجهزة المخابرات وأكثرها دهاء وقسوة، حتى وصل إلى طريق الانتصار، وهذا كان طريق نصر أكتوبر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش المحارب الجيش المحارب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon