توقيت القاهرة المحلي 12:42:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استباحة سورية

  مصر اليوم -

استباحة سورية

بقلم : عمرو الشوبكي

استبيحت سورية من دول الإقليم منذ أن تم انتقال الصراع من أزمة سياسية ومطالب شعبية بإصلاحات ديمقراطية إلى صراع مسلح انتهى بعسكرة انتفاضتها الشعبية وتحولها من مطالب مدنية بالحرية والكرامة إلى صراع إقليمى مسلح قوامه تنظيمات القاعدة وداعش وحلفاؤهما التكفيريون، دفع ثمنه أبناء الشعب السورى من قتل وتهجير. والمؤكد أن مطالب جانب واسع من الشعب السورى فى بداية انتفاضته الشعبية كانت مشروعة، ولكن الخطايا التى ارتكبت من قبل الجميع، حكمًا ومعارضةً، وضعت البلاد على هذا المسار المأساوى منذ 7 سنوات وحتى الآن. وقد بدأت استباحة سوريا من قبل النظام القائم بجرائم ارتكبت ضد آلاف المعارضين السلميين، ثم دخل الدواعش على الخط بعد أن قرر بعض المعارضين بدعم عربى وإقليمى الانتقال من النضال الشعبى السلمى إلى العمل المسلح، لتبدأ أولى خطوات استباحة سوريا من قبل عناصر تكفيرية من كل مكان، بغطاء عربى وإقليمى، بغرض إسقاط النظام بالقوة المسلحة. واقتربت المعارضة من حسم الصراع عسكريًّا فى سوريا، وترددت أمريكا فى دعمها، فدخل الروس والإيرانيون على الخط بأداء أكثر فاعلية وبدعم مباشر للنظام القائم، ونجحوا فى تعديل الكفة لصالحه حتى نجح فى استعادة معظم الأراضى السورية التى وقعت فى أيدى المعارضة المسلحة والتكفيرية.

لقد استبيحت سوريا من قبل التكفيريين والميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، كما استبيحت من قبل روسيا وإيران وميليشيات حزب الله اللبنانى، بالإضافة لميليشيات عراقية متطرفة، وأصبح هناك صراع بالوكالة لا يدفع ثمنه إلا المدنيون الأبرياء. وطوال فترة الصراع فى سوريا، ظل هناك من ينظر إليه بعين واحدة، فالاستباحة مشروعة ومبررة لو كانت فى صالح جرائم النظام، والاستباحة والقتل وإراقة الدماء مشروعة ومبررة لو كانت ضد النظام، ودفع الشعب السورى ثمنًا باهظًا لهذه الاستباحة لم تعرفه المنطقة منذ قرون. يقينًا، مشروع إسقاط النظام بالقوة المسلحة كان كارثة أكبر من بقاء النظام، وبقاء الأخير كارثة أيضا، إنما هو الوضع السيئ الباقى، لأن بديله أكثر سوءًا. وَقْفُ استباحة سوريا من قبل الجميع، أتراكًا وإيرانيين وروسًا، لن يكون إلا بالاتفاق على إطلاق مسار سياسى ودستورى يفضى فى النهاية إلى رحيل بشار الأسد فى مواجهة مشروع بقائه الأبدى فى السلطة، وكأنه غير مسؤول عما جرى لسوريا وشعبها، وأيضا مشروع إسقاط النظام والدولة فى سوريا لصالح التنظيمات التكفيرية والمتطرفة بعد أن ثبت بالدليل القطعى ضعف القوى المدنية الديمقراطية على الأرض وكارثية خيار إسقاط ما تبقى من الدولة والجيش السورى. هل ستضغط روسيا على النظام السورى لإجراء إصلاحات وطى صفحة الحرب والاستباحة؟.. لا يوجد حتى اللحظة ما يفيد السير فى هذا الاتجاه، لذا سنجد الاستباحة التركية جزءًا من استباحة شاملة تعيشها سوريا منذ سنوات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استباحة سورية استباحة سورية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon