توقيت القاهرة المحلي 18:15:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسائل عمرو موسى (١)

  مصر اليوم -

رسائل عمرو موسى ١

بقلم : عمرو الشوبكي

أثار حوار وزير خارجية مصر، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، عمرو موسى، على صفحات «المصرى اليوم» جدلًا واسعًا محليًّا وعربيًّا ودوليًّا، ليس فقط بسبب أهمية ما قاله، إنما أيضًا لطبيعة اللحظة الدقيقة التى تمر بها المنطقة، والتى وصفها بأنها غير مسبوقة.

وقد طالب عمرو موسى، فى حواره، بضرورة توحيد الجهود العربية لوقف العدوان الإسرائيلى، وبناء مشروع عربى «عملى» يعزز التضامن، وينسق التحركات السياسية، ولا يلغى إمكانية أن يتطور هذا المشروع حتى يصل إلى وحدة عربية على أساس عصرى تحترم السيادة الوطنية لكل بلد، ولا تلغيها. ولذا لم يكن غريبًا أن يوجه موسى فى حواره نقدًا حادًّا إلى ما يسمى «الشرق الأوسط الجديد»، واعتبره موجة لطمس الهوية العربية، وأنه لابد أن يواجه برد فعل على المستوى السياسى نفسه، و«بعمل دبلوماسى حثيث من جانبنا»، ويضيف: «هنا أقول إنه حان الوقت لأن نتكلم بصراحة وبوضوح عن الانقسام العربى وتأثير جوانب من السياسات العربية السلبية علينا وعلى مصالحنا».

وحذر موسى بعد فوز ترامب من العودة إلى «صفقة القرن»، وقال إنه قد يسعى لإسقاط النظام الإيرانى الحالى لمحاولة إعادة إيران إلى «الحضن الغربى»، مع فرض البعد الإسرائيلى على سياساتها المستقبلية وإنهاء برنامجها النووى.

وهنا فى الحقيقة قدم موسى قراءة مختلفة للصراع الغربى مع إيران، فمع التأكيد على رفض تدخلات إيران فى المنطقة، ورفض وجود أذرعها فى العديد من البلاد العربية (بسبب الضعف العربى أساسًا)، إلا أنه اعتبر أن هناك وجه ممانعة حقيقيًّا لإيران فى مواجهة السياسات الأمريكية والإسرائيلية، وهو أمر سيُصعب من مهمة أمريكا فى أى محاولة لإسقاط النظام هناك.

أهمية حوار عمرو موسى أنه قدم فى حصيلته النهائية إدانة للسياسات الإسرائيلية، واعتبر أنها هى التى تمثل تهديدًا حقيقيًّا لدول المنطقة أكثر من أى قوة إقليمية أخرى، وحذر من أن «فرض العنجهية والدموية الإسرائيلية، مع استخدام التقدم التكنولوجى» فى هذا الصراع، ومحاولة تفسير الاعتداءات الإسرائيلية على أنها دفاع عن النفس، سوف يؤدى إلى امتلاك الفواعل من غير الدول، «حزب الله» و«حماس» أو غيرهما من الجماعات المسلحة، قدرات تكنولوجية غير مسبوقة واستخدام التقدم التكنولوجى نفسه بما يُمكِّنها من مواجهة إسرائيل بأسلحة مناظرة، و«سيعنى أن منطقتنا لن تشهد استقرارًا على المستوى المنظور، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلى ودخوله مرحلة الاستعمار».

وصْف السياسات الإسرائيلية بأنها تجاوزت مرحلة الاحتلال، ووصلت إلى مرحلة الاستعمار، يدق ناقوس خطر يجب أن يلتفت الجميع إلى دلالاته اللغوية والسياسية لأن مواجهة الاحتلال تنتهى بالاستقلال والتحرر، أما مواجهة الاستعمار فهى أشد شمولًا واستمرارية لأنها ستبقى، حتى بعد الاستقلال وزوال الاحتلال، وأن وصف سياسات إسرائيل بالاستعمارية يعنى أنها ستظل خطرًا، حتى بعد نهاية الاحتلال، ما لم تتغير طبيعتها الاستعمارية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل عمرو موسى ١ رسائل عمرو موسى ١



GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 09:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حب وزواج في زمن الحرب

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon