توقيت القاهرة المحلي 12:42:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رغم فلوسه الكثيرة!

  مصر اليوم -

رغم فلوسه الكثيرة

بقلم عمرو الشوبكي

لفت انتباهى فى حديث «عهود الرومى»، وزيرة السعادة فى الإمارات، وهى تتكلم أمام منتدى الإعلام العربى فى دبى، أمس الأول، أنها دعمت حديثها بأرقام عالمية، وأن كلامها لم يكن إنشائياً بلا مضمون!

مما قالته مثلاً، أن تقرير السعادة العالمى الصادر عام 2015، يقول إن الشباب العربى تحت 18 سنة فى منطقتنا يشعر بالقلق والتوتر، أكثر مما يشعر به الشباب فى أى منطقة أخرى فى العالم!

وقالت أيضاً إن الموظف السعيد ينتج بمقدار الضعفين، وإن هذا ثابت علمياً، وإن تركيز مثل هذا الموظف فى عمله يصل إلى 80٪، وإن تركيز الموظف غير السعيد 40٪، وإن هذا يعنى ضياع 100 يوم عمل فى السنة الواحدة!

وعندما تولت الرومى موقعها الوزارى الفريد من نوعه، قبل شهرين تقريباً، بدا الموضوع بالنسبة لنا فى غاية الغرابة، وأظن أن كل واحد منا كان يطالع خبر تعيينها وزيرة للسعادة، وهو يضحك بينه وبين نفسه، ولسان حاله يقول، إن بيننا وبين فكرة كهذه شوطاً بعيداً، وأننا مشغولون بأشياء أخرى، وأن حكاية أن يكون المواطن سعيداً فى حياته، ليست فى قائمة أولوياتنا أصلاً!

والحقيقة أن وجود وزارة بهذا المسمى فى الإمارات، لأول مرة فيها، بل لأول مرة فى العالم، لابد أن يجعلنا نسأل أنفسنا: هل السعادة مرتبطة بالمال؟!.. وبمعنى آخر: هل الإنسان الغنى سعيد دائماً، وهل الإنسان الفقير تعيس دائماً فى المقابل؟!

تجربة الإمارات، لمن يتأملها، تقول بأن المال ليس كل شىء فى تحقيق السعادة، وليس أدل على ذلك، إلا أن عندنا أشخاصاً أكثر ثراءً من كثيرين فى دبى، أو فى غيرها من إمارات الدولة السبع هناك، ومع ذلك، فإنك حين تجلس إلى واحد منهم تشعر بأنه، رغم فلوسه الكثيرة، ليس سعيداً بالمرة.. وقد تكتشف أنه أتعس الناس!

ما الحكاية إذن؟!.. الحكاية، فى ظنى، أن السعادة تتحقق فى الجانب الأكبر منها، فى اللحظة التى يجد فيها المواطن، أن حياته ميسرة فى جزء كبير منها، وأن مستقبله آمن، وأن ما حوله يدعوه إلى الهدوء، لا إلى التوتر والعصبية، وأن جنيهاته التى فى جيبه، حتى ولو كانت قليلة، تلبى الحد الأدنى من احتياجاته، وأنها حتى وإن عجزت، كجنيهات قليلة عن تلبية احتياجاته الأساسية، فإن المناخ العام من حوله، يحقق له ما تعجز عنه جنيهاته القليلة.

إن المواطن فى بلدنا، سوف يكون سعيداً حقاً، عندما يخرج من بيته، فيمشى فى شارع أكثر نظافة، وأقل إزعاجاً، وعندما يذهب للتعامل مع جهاز الحكومة، فيجد أن الإجراءات أمامه سهلة ولا تعكنن عليه حياته، وعندما يتطلع حوله، فى أى لحظة، فيكتشف أن القانون مطاع، وأنه فوق رؤوس الجميع، وأنه لا يفرِّق بين واحد يملك فلوساً، وبين آخر لا يملكها، أو يملك منها القليل جداً.. وهكذا.. وهكذا.

هذه أشياء قلتها من قبل، وأعود لأقولها اليوم، وهى أشياء لابد أن ينتبه إليها الرئيس وهو يعمل فى المشروعات القومية الكبرى، ويركز عليها دون غيرها.. إنها مشروعات مهمة.. ولكن عائدها على الناس، فى عمومهم، لن يكون غداً، ولا بعد غد، ولا العام المقبل، ولا بعد عامين، ولا حتى ثلاثة.. وإذا أراد الرئيس سعادة لمواطنيه، فليلتفت إلى الأسباب التى من أجلها نشأت وزارة بهذا الاسم فى الإمارات، وليعمل عليها كأسباب، لأن هناك فرقاً بين أن تحكم شعباً من السعداء، فى غالبيته، وبين أن يكونوا تعساء!.. من حق المصرى أن يكون سعيداً فى يومه، دون أن يكون من الأثرياء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رغم فلوسه الكثيرة رغم فلوسه الكثيرة



GMT 02:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:31 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 07:42 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon