توقيت القاهرة المحلي 12:42:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وحضر الوزير الإيرانى (2-2)

  مصر اليوم -

 وحضر الوزير الإيرانى 22

بقلم عمرو الشوبكي

امتد لقاء وزير الخارجية الإيرانى مع حوالى 20 خبيرا وسياسيا من دول العالم المختلفة فى مؤتمر هلسنكى لأكثر من ساعتين، امتلك فيها الرجل مهارات سياسية واسعة، وتلاعب بالألفاظ من أجل توصيل فكرته والتأثير فى الحضور.

وركزت مداخلته على جوانب رئيسية، أبرزها محددات السياسة الخارجية الإيرانية، وفيها أكد على ما تقوله إيران دائما بأنها تعمل على جعل أمن الخليج يخص فقط الدول الموجودة فيه، أى إيران ودول الخليج العربى وليس أمريكا أو أوروبا، ورفض تدخل أى دولة أجنبية لا تنتمى لمنطقة الخليج فى شؤونه.

والحقيقة أن هذا الموقف كررته إيران فى كثير من المحافل الدولية بغرض إدانة الدول العربية، خاصة الخليجية، التى اعتبرتها مسؤولة عن جلب أمريكا والغرب إلى المنطقة، وهو الأمر الذى دفع د. عبدالمنعم أبوالفتوح إلى القول (تميزت مداخلاته بالاعتدال الشديد) بأن دول الخليج خائفة من إيران، باعتبارها الدولة الأقوى، وعليها طمأنتهم أولا قبل أن تطلب منهم عدم سعيهم للحماية الأمريكية.

أما عن العلاقات العربية الإيرانية، فقد اتسم حديث الوزير الإيرانى بكثير من النقد المبطن والناعم أحيانا، والخشن فى أحيان أخرى، فقال: علينا ألا نبحث فى الماضى وننظر فى المستقبل لأن لكل منا روايته للماضى، فنحن نعتبر أن كل الدول العربية ما عدا اثنتين دعمتا صدام حسين فى حربه ضد إيران، وأن الشعب الإيرانى يحمل مرارات يحق لدول الخليج (لم يذكر كلمة الفارسى فى كل مداخلته) دعمها نظام صدام، وأشار إلى أن الأخير طلب من إيران دعمه فى حربه ضد الإمبريالية وملوك الخليج أثناء غزوه للكويت ورفضت إيران، وقال أيضا إن إيران لم يخرج منها إرهابيون مثل ما حدث فى البلاد العربية، وذكر كيف أنه تلقى سيلا من الشتائم من كثير من الإيرانيين حين وصف الأمير تركى بن فيصل «بأخى».

وأكد الوزير ضرورة التعاون بين الدول العربية وإيران، رغم الخلافات، مثلما حدث بين الأخيرة وأمريكا، ولا بد من استبعاد فكرة الحرب ودعم التعاون والتعايش المشترك، وقد علق أحد الباحثين العرب على كلام الوزير الإيرانى قائلا إن هناك فارقا كبيرا بين ما يقوله وما يجرى على أرض الواقع، ومسؤولية إيران عن جرائم كثيرة تجرى فى العالم العربى، خاصة سوريا والعراق، مؤكدة.

أما السفير محمد العرابى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصرى، فقد قدم مداخلة واضحة، استقبلها الحضور بإيجابية وتقدير، وأكد فيها ضرورة الحوار بين النخب العربية وإيران، وأيضا ضرورة التنسيق بين الدول العربية والأوروبية فى مواجهة الإرهاب، وطالب أوروبا بتحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بدعم التنمية فى جنوب المتوسط.

أما تعليقى على الوزير الإيرانى فكان فيه تقدير لجانب من كلامه، وفى نفس الوقت قلت له كيف سنصنف إيران، هل هى دولة جمهورية ونقطة، أم دولة إسلامية، أم ثورية؟، وهل هناك دولة أخرى فى العالم غير إيران بها مؤسسات دولة وجيش، وفى نفس الوقت فيها ميليشيات موازية مثل الحرس الثورى وفيلق القدس؟، ومتى ستصبح إيران دولة ونظاما جمهوريا بلا ميليشيات تصنعها فى الداخل أو تدعمها فى الخارج؟.

لم يرد الوزير الإيرانى تقريبا على معظم التعليقات، بما فيها تعليقى واكتفى بالكلام المراوغ الذى عكس ثقافة واسعة ومهارات سياسية مؤكدة.

ستبقى إيران دولة مهمة وأصيلة فى المنطقة، فلن يتغير التاريخ فى تشابك علاقتها معنا، ولا الجغرافيا بحدودها الممتدة مع دول عربية رئيسية، لذا لابد من التعاون الذى يدفعها للتغيير مثلما فعل الأمريكيون بعد التوقيع على اتفاق البرنامج النووى، وراهنوا على بناء علاقة جديدة معها.

إن العالم العربى فى حاجة أيضا للحوار والتعاون المشروط مع إيران، بغرض دفعها لأن تصبح دولة طبيعية بلا أذرع تخرب فى العراق وسوريا واليمن، وهذا تحد عربى وإيرانى كبير من غير المؤكد تحقيقه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وحضر الوزير الإيرانى 22  وحضر الوزير الإيرانى 22



GMT 02:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:31 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 07:42 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon