توقيت القاهرة المحلي 12:22:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رأسمالية ورأسمالية

  مصر اليوم -

رأسمالية ورأسمالية

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

مدهش أن البعض لا يزال يعتبر أن روسيا تقدم نموذجا معاديا للرأسمالية و«الإمبريالية العالمية»، كما كانت تقول أثناء الحقبة الشيوعية، ومدهش أن يعتبر البعض أن انتصار روسيا هو انتصار للشعوب المضطهدة، وكأن حربها في أوكرانيا هي حرب تحرير ضد النازية التي لعبت فيها روسيا السوفيتية دورا محوريا، ولولا بطولات شعبها وجيشها لما انتصرت أوروبا على جحافل القوات النازية، كما أنها لا تخوض معركة تحرر وطنى ضد الاستعمار كما فعلت معظم دول العالم الثالث وعلى رأسها مصر عبدالناصر.
فبوتين ليس ديجول فرنسا ولا بيرون الأرجنتين، وليس قائد ثورة شعبية ضد الاحتلال مثل سعد زغلول في مصر، ولا هو قائد ثورة عقائدية ملهمة وبنت عصرها مثل لينين في روسيا وماوتسى تونج في الصين، وكاسترو في كوبا، وغيرهم كثيرون، وهو أيضا ليس مثل صدام حسين الذي لم يحسب تبعات غزوه للكويت فكانت الهزيمة والانكسار القاسى، إنما هو رجل يحسب بشكل دقيق حساباته الاستراتيجية والسياسية والعسكرية، ولم يكن قراره بالهجوم على أوكرانيا يخلو من حسابات سياسية دقيقة، فيها مخاطرة ولكنها ما زالت قريبة من النجاح.

الحرب الروسية على أوكرانيا هي حرب دفاع عن مصالح روسيا وأمنها القومى (وهو مفهوم حتى لو اختلفنا بالكامل مع الوسيلة)، ولكنها لا تقدم نموذجا سياسيا ملهما لأى بلد، حتى لو انتصر بوتين في أوكرانيا وحقق أهدافه كاملة، إلا ربما في قضية واحدة هي الدفاع عن الأمن القومى والمصالح الحيوية لبلده، وهى قضايا تتجاوز طبيعة النظام السياسى القائم، وهو مبدأ صالح للجميع بأساليب أخرى غير الهجوم على بلد ذى سيادة.

فمثلا تهديد إثيوبيا للأمن المائى المصرى يتطلب ردعا وأوراق قوة وضغط تتجاوز طبيعة النظام السياسى في كلا البلدين، وتمسك مصر بحقوقها المائية على المستوى الإفريقى والدولى حتى وصلت لمجلس الأمن أمر لا علاقة له بتقييم نظامها السياسى أو النظام الإثيوبى الذي حصل رئيس وزرائه (أبى أحمد) على جائزة نوبل للسلام، واتهم بارتكاب جرائم حرب في تيجراى، وهى كلها أمور لم تؤثر في إصراره على بناء السد والإضرار بالأمن القومى لكل من مصر والسودان.

روسيا لن تخسر معركتها لأنها غير ديمقراطية، وأوكرانيا لن تربحها لأنها ديمقراطية، إنما لأوراق القوة والضغط التي يمتلكها كل طرف، فروسيا قضيتها روسية والناتو أخطأ في تعامله معها في قضايا كثيرة، ومنها قضية أوكرانيا، لكن أن نعتبر روسيا نموذجا يحتذى به، فهذا أمر مخالف لطبيعة نظامها الحالى الأقرب لرأسمالية دولة، وتغيب عنه دولة القانون، وتعانى من المافيا والفساد بصورة أسوأ من الرأسمالية الغربية.

ستربح روسيا معركتها أو ستخسرها بفضل حساباتها الاستراتيجية وأوراق القوة التي تمتلكها، وليس بفضل نموذج سياسى أو اقتصادى يمكن استلهامه في أي بلد آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رأسمالية ورأسمالية رأسمالية ورأسمالية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon