توقيت القاهرة المحلي 09:34:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرار البرهان

  مصر اليوم -

قرار البرهان

بقلم: عمرو الشوبكي

قرار قائد الجيش السودانى الفريق البرهان الانسحاب من الحوار الوطنى وترك القوى المدنية أمام مهمة إحداث التوافق فيما بينها له دلالة سياسية ورمزية مهمة، فالخلاف الدائر بين المكون العسكرى والمدنى والذى تعمق عقب قرار البرهان فى 25 أكتوبر الماضى الانقلاب على المسار السياسى ثم تراجعه وقبوله بعودة عبد الله حمدوك إلى منصبه كرئيس للوزراء، قبل أن يستقيل الأخير وتدخل البلاد فى أزمة سياسية عميقة نتيجة رفض جانب من القوى المدنية الحوار مع المؤسسة العسكرية وتحميلها بمفردها مسؤولية الأزمة التى تشهدها البلاد.

ورفعت قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزى» شعار: «لا تفاوض لا شراكة لا مساومة» مع المجلس العسكرى واعتبرته كيانًا غير شرعى، وهو ما أبعدها عن أهم الجوانب المضيئة فى الثورة السودانية وهى قيمة التفاوض والشراكة بين الأطراف المختلفة التى أبعدت البلاد عن خطر السقوط فى الفوضى والتفكك والمواجهات الأهلية التى كانت فى بعض الأحيان خطرًا وشيكًا.

صحيح أن الشعب السودانى أثبت صلابة وإصرارًا فى دفاعه عن الديمقراطية والدولة المدنية رغم الصعوبات الاقتصادية والأمنية، ومع ذلك فإنه لا يمكن اعتبار القوى الاحتجاجية والثورية تمثل كل المشهد السوادنى حتى لو كانت فى اللحظة الحالية الأكثر تأثيرًا إلا أنه لا يمكن تجاهل وجود قوى أخرى تقليدية وقبلية وأحزاب محافظة وتاريخية (حزب الأمة والاتحاد وغيرهما) وجانب تيار الحرية والتغيير (التوافق الوطنى) الذى يقوده مبارك أردول وجميعها لا تطالب بإقصاء الجيش وتدعو لضرورة التفاوض معه.

والمؤكد أن قوى الأزمة فى السودان ممثلة فى المكون العسكرى والمدنى معًا، تعانى من ضعف داخلى ومؤسسى كبير فالجيش السودانى يضم بجانب وحداته التقليدية وأفرعه المختلفة قوات منفصلة هى الدعم السريع، وغير وارد وغير ممكن أيضًا دمجهما فى مؤسسة عسكرية واحدة عبر مسار انتقالى مضطرب وغياب لسلطة منتخبة، كما أن قوى الحرية والتغيير تعانى من انقسامات ومن ضعف مؤسسى هائل، فقد عرفت العديد من الانقسامات وبواطن الضعف طوال فترة شراكتها فى الحكم من خلال حكومة حمدوك، فقد اعتبرت بعض فصائلها ورموزها أن هذه الحكومة لا تمثل الثورة بل إن بعض وزرائها شاركوا فى مظاهرات ضد الحكومة نفسها، كما خرج منها تجمع المهنيين والحزب الشيوعى ورفضوا دعم حكومة حمدوك، كما عاد وخرج منها تيار التوافق الوطنى الذى اتخذ مواقف منفتحة تجاه المؤسسة العسكرية ويرى أنه لا بديل إلا الشراكة معها، فى مواجهة تيار آخر يرفض أى تفاوض مع الجيش.

قرار البرهان الانسحاب من الحوار، حتى لو كان ليس حلًّا لمشاكل السودان، إلا أنه يحمل رسالة كاشفة تقول إن الجميع يتحمل مسؤولية الأزمة وإن عجز القوى المدنية عن التوافق فيما بينها فى ظل انسحاب الجيش سيضعف من موقفها أمام قطاع واسع من الشعب السودانى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار البرهان قرار البرهان



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم
  مصر اليوم - إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم

GMT 22:31 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد
  مصر اليوم - ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 11:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 12:43 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

تيليجرام يساعد الهاكرز على اختراق هاتفك

GMT 10:52 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الخطيب يطمئن على بعثة الأهلي في تنزانيا

GMT 11:56 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

حسام حسن يقترب من الأهلي أو الزمالك

GMT 18:58 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

نادي بوردو يفوز على أنجيه 2-1 في الدوري الفرنسي

GMT 16:13 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تحليل رابيد تيسيت للاعبي سيراميكا قبل مواجهة الأهلي

GMT 02:58 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإيطالي

GMT 05:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"صحة البرلمان" تُعلن أن السيسي وضع استراتيجية مواجهة "كورونا"

GMT 12:40 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحرك لضم أوزان كاباك لتعويض غياب فان دايك

GMT 12:37 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

موعد مباراة أرسنال ضد ليستر سيتي والقناة الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon