توقيت القاهرة المحلي 19:21:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثقب آخر

  مصر اليوم -

ثقب آخر

بقلم : عمرو الشوبكي

اعتاد الدكتور جلال شمس الدين أن يتواصل معى اتفاقاً واختلافاً بتعليقات مهمة، آخرها ما جاء فى رسالته الأسبوع الماضى وجاء فيها:

سعدت جداً لالتزام البرلمان أخيراً بحكم القضاء بأحقيتك بعضويته، بعد تعنت دام خمسة أشهر لا لزوم لها، فألف مبروك، وأتمنى من الله أن يوفقك فى أداء مهمتك (للأسف لم ينفذ البرلمان الحكم القضائى حتى الآن يا أستاذ جلال على عكس ما أشرتَ فى رسالتك).

أخى الفاضل، قرأت مقالك بعنوان: «النظر من ثقب إبرة»، الذى تتعجب فيه من نظرتنا لعودة اليمين المتطرف فى الغرب ونجاح دونالد ترامب فى رئاسته لأمريكا، ولكننا لو رجعنا للوراء قليلاً جدا لِما حدث لنا فى مصر- بل فى العالم أجمع- على يد الإسلام السياسى لزال هذا التعجب، لقد جاء ترامب وهو مشحون بالكراهية للإسلام ككل، وهو طبعا مخطئ فى ذلك ولا نقره على هذا الجموح وسوف نقف له بالمرصاد، ولكنه إذا وجه شحنة الكراهية للإسلام السياسى فقط فسوف نقره على ذلك ونرحب به، وفى الحقيقة فإن عددا كبيرا جدا من المصريين يكره فعلا الإسلام السياسى بدليل ثورة 6/30، ليس حباً فى الكراهية، فنحن قرأنا مثلاً فى كتاب المِلَل والنِّحَل للشهرستانى الكثير جدا من العقائد والأديان، بعضها فى غاية الغرابة والبعد عن الإسلام، ولكننا لم نكره واحدا منها، فهى لم توجه العنف والكراهية نحونا ولم تُرِقْ دماءنا، كما قرأنا العقائد الهندوكية والبوذية والكونفوشيوسية والبهائية... إلخ، ولكننا لم نُكِن لها الكراهية لأنها أيضا لم تُرِق دماءنا أو توجه العنف لنا، ولكننا نكره ما يسمى الإسلام السياسى لما يحمله من عنف ودموية عانينا منها الكثير، كما أن هذه التيارات أيضا تريد أن تفرض علينا رؤيتها للحياة، التى تقسمها إلى قسمين اثنين فقط، فهذا حلال وذاك حرام، ولا مجال للخطأ والصواب، أى لا مجال للعقل، أما عن عنفهم فقد رأينا بأعيننا ما جرى فى مذبحتى رفح الأولى والثانية حين قتلوا رمياً بالرصاص جنودنا دون أى ذنب، بالإضافة إلى العديد جداً من جرائم القتل الجماعى والفردى فى الدول الأخرى كفرنسا وغيرها مما يصعب حصره.

مفهوم أن يكره ترامب الدواعش والمتطرفين والإرهابيين لا الإسلام، وإن لم يتراجع عن كرهه للإسلام فسنعتبره هو الآخر إرهابياً.

خطأ آخر وقع فيه ترامب وسنحاسبه عليه، وهو موقفه من إسرائيل والقضية الفلسطينية، التى لم يذكرها بحرف واحد، مما يدل على تعصبه هو الآخر، أما إذا كان سيحارب داعش والقاعدة وكل الجماعات الإرهابية وطبعا منهم الإخوان المسلمون ويعتبرهم جماعة إرهابية، فلابد أن نرحب بنجاحه فى رئاسة أمريكا وصعوده للحكم بدلا من المرأة الخبيثة هيلارى كلينتون وأوباما الذى أنشأ الإرهاب وساعده سراً لتفتيت العالم الإسلامى من أجل إسرائيل، ولا تهتز شعرة واحدة فى رأسه من كم الدماء التى سالت والديار التى خربت والأرواح التى أُزهقت فى سبيل تحقيق هذا الهدف الخبيث.

ومع ذلك فإنى أوافقك تماماً على أننا وقفنا من حادث سقوط الطائرة الروسية موقفاً مخزياً، وأرجو أن تسمح لى أن أضيف إلى ذلك موقفين مخزيين آخرين، هما موقفنا من حادثة مقتل الطالب الإيطالى ريجينى، وصمتنا الرهيب عما يحدث للأكراد والأيزيديين على يد تركيا والإرهابيين.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.

د. جلال شمس الدين

باحث لغوى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقب آخر ثقب آخر



GMT 11:09 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

صخب الطبلة وهمس القانون!!

GMT 07:37 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

عودة المحتسب!

GMT 10:48 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

حدث فى مصر!

GMT 05:59 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

أبناء الصمت

GMT 08:22 2017 الخميس ,30 آذار/ مارس

قانون السلطة القضائية الأسوأ

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon