توقيت القاهرة المحلي 14:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكرى التنحى

  مصر اليوم -

ذكرى التنحى

بقلم - عمرو الشوبكي

فى مثل هذا اليوم (أو حدث فى هذا اليوم كما تقول بعض وسائل الإعلام) تنحى مبارك عن السلطة، ونجح المصريون لأول مرة منذ تأسيس دولتهم الوطنية الحديثة فى 1805 أن يسقطوا رأس الدولة أو الحاكم الفرد بإرادة شعبية، فكل تجارب التغيير التى شهدتها البلاد على مدار قرنين من الزمان كانت من داخل الدولة، وكان الشعب يؤيد أو يعارض أو يضطر لتقبل أى تغيير يحدث فى قمة هرم السلطة.

مثلت لحظة تنحى مبارك عن السلطة فى هذا اليوم من عام 2011 علامة مضيئة فى تاريخ مصر، فقد نجح المصريون عقب ثورة يناير أن يسقطوا حاكما فردا أنجز وأخفق، ولكنه فى النهاية بقى حاكما لمدة 30 عاما ترهلت فيها مؤسسات الدولة وجرى تجاهل الشعب كرقم فى معادلة الحكم، ورتب فى الظلام واحداً من أسوأ مشاريع البلاد سوءا وإهانة للشعب المصرى وهو مشروع التوريث، ومن أجله زورت انتخابات مجلس الشعب فى 2011 بصورة فجة ومهينة.

بالمقابل فإن تنحى مبارك وعدم هروبه خارج البلاد وعدم تمسكه بالبقاء فى السلطة، أو محاولته التأثير فى تماسك الجيش، أو التضحية بآلاف من أبناء شعبه من أجل أن يبقى على كرسى الحكم، ولم يكابر مثل زعماء عرب آخرين دمروا بلادهم من أجل البقاء الأبدى فى السلطة، وهى كلها أمور تحسب له وتستدعى الجوانب المشرفة فى تاريخ الرجل العسكرى باعتباره أحد قادة حرب أكتوبر وأحد قيادات الجيش الذين حاربوا فى 67 وفى 73 دفاعا عن الوطن، وينتمى لفصيله «القادة المحاربين» الذين أعلوا قيمة الوطن والشعب عن الكرسى والدولة نفسها، ولم يعرف العالم العربى فى تاريخه المعاصر تنحى أحد من زعمائه إلا مرتين: الأولى مع عبد الناصر الذى أعادته الجماهير، والثانية مع مبارك الذى رفضته الجماهير وهللت لاستقالته ثم عاد كثير منها وترحم على أيامه.

والحقيقة أن البعض يعتبر أن تنحى مبارك كان بداية الانهيار الذى شهدته مصر وتناقلتها من حالة الدولة إلى شبه الدولة، وهو فى الحقيقة غير صحيح، فتنحى مبارك كان هو أفضل ما فى صورة ثورة 25 يناير، أما ما جرى عقب التنحى فهو يعكس ليس فقط الجوانب السلبية فى ثورة يناير (غياب القيادة والمشروع السياسى البديل)، إنما أيضا أزمات نظام مبارك ودولته، الذى عجز بدوره أن يقدم بديلا من داخل النظام يحل مكان مبارك وينقل البلاد خطوة للأمام.

يقينا مصر تعثرت ثورتها حين غابت عنها بوصلة الإصلاحات قبل تنحى مبارك من تعديل الدستور وحل البرلمان وتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس، أو عقب تنحى مبارك بعدم استكمال الإصلاحات التى بدأها الرجل متأخرا بالتوافق على «شخصيات جسر» مثل عمرو موسى أو أحمد شفيق أو عمر سليمان أو كمال الجنزورى، وهى كلها قيادات من داخل الدولة وأثبتت كفاءة سياسية ومهنية.

تنحى مبارك ليس سبب الأزمات، إنما سوء الأداء الذى أعقب هذا التنحى ويتحمله جميع فاعلو يناير، سواء من كانوا فى الحكم أو الشارع.

لقد طوت مصر صفحة مبارك بما لها وما عليها، ولكنها لم تفتح بعد صفحة جديدة أفضل.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى التنحى ذكرى التنحى



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon