توقيت القاهرة المحلي 14:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وبعد الديمقراطية

  مصر اليوم -

 وبعد الديمقراطية

بقلم - عمرو الشوبكي

شاركت مؤخرا فى مؤتمر فى بيروت حول مسارات الثورات العربية، وشارك فيه مثقفون من كثير من البلاد العربية سواء تلك التى عرفت ثورات شعبية «مصر وتونس»، أو تلك التى شهدت حروباً أهلية «سوريا»، أو تلك التى عرفت إصلاحات من داخل النظام «المغرب والأردن»، بالإضافة لحضور لبنانى كبير.

وقد لفت نظرى مداخلة الأستاذ صلاح الدين الجورشى، وهو أحد المثقفين التونسيين، والذى كان عضوا سابقا فى حركة النهضة «ذات الميول الإسلامية» واستقال منذ فترة طويلة «أى قبل الثورة التونسية»، ولديه رؤية نقدية لكل الأطراف السياسية التونسية.

وقد أشار الرجل فى مداخلته إلى أن تونس تعرف نظاما ديمقراطيا أو يتحول نحو الديمقراطية، وبها حرية رأى وتعبير، والسلطة فيها تتفاوض مع القوى السياسية والاحتجاجية المختلفة وتصل معهم لحلول وسط ولا تسجنهم أو تعتبر من الأعداء والمتآمرين، وأنها تؤسس لدولة علمانية ذهبت بعيدا مقارنة بكل البلاد العربية الأخرى حين ساوت مؤخرا فى الإرث بين الرجل والمرأة وألغت أحكام الشريعة الإسلامية فى هذا المجال.

وعلق أحد الحاضرين «من تونس» بأن بلاده عرفت العام الماضى 10 آلاف إضراب ووقفة احتجاجية وتظاهرة، وكأن هذا يعد إنجازا، فى حين رأى المحاضر العكس، فقد قال إنه رغم مساحة الحرية الواسعة التى يتمتع بها الشعب التونسى، فإن الوضع شديد الحساسية، وإن النظام السياسى لم ينجح فى حل مشكلة التنمية والبطالة، وإن الأزمة فى تونس أكبر من الحكم والمعارضة، أى من نداء تونس (التيار الحاكم) ومن حركة النهضة، ومن الجبهة الشعبية اليسارية، ومن القوى الثورية، فهى أزمة منظومة كاملة تضم السلطة والمجتمع، لم تستطع بعد وضع يدها على وصفة للتقدم، رغم نجاحها فى إحداث تقدم ديمقراطى، بل يمكن اعتبار تونس هى تجربة النجاح الوحيدة فى تجارب الثورات العربية التى لم تنتكس أو تتحول إلى خراب ودمار.

ولعل معضلة تونس مثل بلاد كثيرة حدث فيها تحول ديمقراطى، ولكنها لم تتقدم اقتصاديا، وظلت مؤسساتها تعانى من أزمات كثيرة، صحيح أن الدول الاستبدادية فشلت فى الاثنين، أى الإصلاح السياسى والتقدم الاقتصادى، إلا أن هذا لا يعنى كما يتصور البعض أن الديمقراطية تمتلك بمفردها عصا سحرية لتقدم الدول.

إن تجارب التحول الديمقراطى فى أمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية وبعض دول آسيا وأفريقيا لم تحقق جميعها نفس التقدم، وبعضها فشل اقتصاديا وتعثر سياسيا، رغم أنها حافظت على إجراءات الديمقراطية من احترام لنتائج صندوق الانتخابات وتداول السلطة، إلا أن بعضها أسس لدول شبه فاشلة تعانى من مشاكل الفقر والجريمة والتخلف، ولكنها حافظت على الشكل الديمقراطى.

يقيناً، التجربة التونسية ليست تجربة فاشلة، وهى تمتلك مقومات النجاح إذا وعى أطراف الساحة التونسية أن الاحتجاج بمفرده لا يبنى وطنا، وإن البعض فى تونس ذكّرنى بأداء المدرسة الثورية فى مصر عقب ثورة يناير حين كانت لا ترى إلا الحصول على حق الاحتجاج والرفض، فى حين أنها لم تنجح فى بناء بديل حزبى ولا تقديم سياسات بديلة، وكأن المطلوب فقط هو ضمان حق الرفض والاحتجاج وليس الإنجاز والتقدم، وتلك أزمة بلاد كثيرة نجحت فى تحقيق انتقال ديمقراطى وفشلت فى تحقيق التقدم

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وبعد الديمقراطية  وبعد الديمقراطية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon