توقيت القاهرة المحلي 06:00:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين المقاومة المدنية والمسلحة

  مصر اليوم -

بين المقاومة المدنية والمسلحة

بقلم - عمرو الشوبكي

لا يمكن إدانة وسيلة من وسائل المقاومة طالما ظل هناك احتلال، صحيح هناك تفاوت في أدوات وأساليب المقاومة تبعًا لكل سياق سياسى وظروف كل بلد، إلا أن الحكم على نجاح أسلوب بعينه ونجاعته يكمن في قدرته على تحقيق الاستقلال.

والحقيقة أن المقاومة الفلسطينية جربت كل الوسائل والأدوات المدنية والعسكرية ولم تسفر جميعها عن تحقيق هدف التحرر وبناء الدولة المستقلة. صحيح أن الانتفاضة المدنية والشعبية التي عُرفت بانتفاضة الحجارة في ١٩٨٧ هي التي فتحت الطريق للمسار السياسى واتفاق أوسلو في١٩٩٣، وحققت حكمًا ذاتيًّا للفلسطينيين وأعادت منظمة التحرير إلى الأراضى الفلسطينية بعد سنوات طويلة من الشتات.

وللأسف استمرت إسرائيل في ممارستها الاستعمارية وأجهضت اتفاق أوسلو بتبنى سياسة قامت على توسيع الاستيطان واستمرار إهانة الشعب الفلسطينى عبر حواجز جعلت تنقله من بلد إلى آخر معاناة حقيقية يومية.

وجاء اقتحام شارون باحات المسجد الأقصى ليفجر في عام 2000 «انتفاضة الأقصى» التي يمكن اعتبارها أول احتجاج على فشل المسار السياسى، وسقط فيها حوالى 4412 فلسطينيًّا في مقابل 1069 إسرائيليًّا، ومثلت حالة «هجين» بين الانتفاضة المدنية الشعبية وبين العمل المسلح أو الانتفاضة المسلحة، وكانت هي بداية التحول في أساليب المقاومة الفلسطينية من العمل المدنى الشعبى إلى الفعل المسلح.

ويمكن القول إنه بسبب السياسات الإسرائيلية التي قادها رئيس الحكومة الراحل أرييل شارون واستكملها رئيس الحكومة الحالى بنيامين نتنياهو تبخرت أحلام السلام وحل الدولتين، فشهدت الضفة الغربية تضاعفًا في أعداد المستوطنين 7 مرات على مدار 20 عامًا، وأصبحت حوالى 40% من أراضى الضفة تسيطر عليها إسرائيل عبر بناء عشرات المستوطنات التي قضت تقريبًا على حل الدولتين.

وقد أدى هذا الوضع إلى تحول المقاومة نحو المواجهات المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلى، حيث حدثت مواجهة عنيفة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في 2008 قُتل فيها 13 إسرائيليًّا و١٤٠٠ فسلطينى كما شهد صيف 2014 خمسين يومًا من المواجهات المسلحة قادتها حركة حماس قُتل فيها 73 إسرائيليًّا في مقابل أكثر من ٢٠٠٠ فلسطينى.

ثم شهد قطاع غزة مواجهات مسلحة بين حركة الجهاد وإسرائيل في 2019 و2022 ثم في شهر مايو الماضى، كما استمرت المواجهات المسلحة في الضفة الغربية جنبًا إلى جنب مع الانتفاضات والتظاهرات الشعبية، واستمر عرب إسرائيل في التظاهر ضد عنصرية إسرائيل من أجل الدفاع عن حقوقهم في المساواة ورفضًا للعنصرية والتمييز.

لا يمكن القضاء على المقاومة طالما بقى الاحتلال، وإن إعلان إسرائيل نيتها القضاء على حماس لن يحل مشكلة وجود شعب بأكمله يرزح تحت سطوة الاحتلال وقادر على أن يخرج أشكالًا جديدة من المقاومة قد تكون أكثر يأسًا أو تطرفًا من حماس، لأن أسباب وجودها وهى الاحتلال لا تزال باقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين المقاومة المدنية والمسلحة بين المقاومة المدنية والمسلحة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon