توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسؤولية الاجتماعية

  مصر اليوم -

المسؤولية الاجتماعية

بقلم : عمرو الشوبكي

قضية المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال تختلف عن مسألة التبرع أو الزكاة، فقد يكونان مفيدين، ولكنهما مساران مختلفان، لأن الأولى هى الأشمل والأبقى مقارنة بالتبرعات.والحقيقة أن الجدل الذى شهدته مصر بعد عدد من التصريحات غير الموفقة لبعض رجال الأعمال حول ضرورة عودة الاقتصاد إلى العمل بشكل طبيعى بعيدًا عن سياسات الحظر المنزلى، وهو ما فتح عليهم باب الهجوم والاستهداف، واعتبره البعض دليلًا على حرص رجال الأعمال على الربح حتى لو كان على حساب صحة الناس، واعتبروه دليلًا على غياب الدور الاجتماعى لرجال الأعمال الذى اختزل فى التبرعات.

والحقيقة أن التبرع مطلوب فى الحالات الاستثنائية، أى حالات الحروب والكوارث والأوبئة وليس بالضرورة هو الحل الأمثل لمواجهة المشاكل الاجتماعية فى الظروف الطبيعية. والمفارقة أن عددًا ممن شملهم الهجوم يعتبرون من أكثر رجال الأعمال قيامًا بمسؤولياتهم الاجتماعية من خلال مؤسسات تنموية واجتماعية وثقافية تلعب دورًا مهمًا فى مساعدة المجتمع بطريقة حديثة تُفيده ألف مرة أكثر من مسألة التبرع.

ولعل السجال الذى جرى مع عدد من رجال الأعمال حول تأخر أو غياب تبرعهم للدولة لدعم جهودها فى تخفيف الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا قد انتقل ليمس زاوية أخرى تتعلق بمطالبتهم بدراسة الأثر الاقتصادى لاستمرار الحظر المنزلى، وهو توجه محلى ودولى مختلف عليه، وعبّر عنه رئيس الوزراء المصرى يوم الخميس الماضى فى مانشيت «المصرى اليوم» حين طالب شركات البناء بالعمل بكل طاقتها من أجل دوران عجلة الاقتصاد، بما يعنى أن الأمر لا يخص رجال الأعمال فقط، إنما هو توجه تبنته الدولة أيضًا، يرى أن البلد لا تحتمل توقفًا شبه كامل لعجلة الإنتاج.

ورغم أنى أعتبر أن صحة الناس والوقاية من الفيروس هى الأولوية القصوى لأن عجلة الاقتصاد لن تُدار إلا بناس أصحاء، ومع ذلك يجب أن تكون مسطرة الحكم واحدة، فلا يجب أن ندين بعض رجال الأعمال ونترك الدولة ولا يجب أن نستهدف الدولة ونترك رجال الأعمال، فيجب أن يناقش الأمر بشكل علمى وسياسى بعيدًا عن لغة الاستهداف والترصد، ويصبح السؤال: كيف يمكن أن نحافظ أولًا على صحة الناس، وكيف نحافظ على الاقتصاد من الانهيار؟ وهو سؤال مشروع يناقشه العالم كله، فلماذا نحوله عندنا لانقسام واستهداف فى غير محله. يحتاج المجتمع إلى نقاش عام حقيقى لا يعتبر أن «المتبرعين» هم دائمًا الأفضل، فالصورة التى ظهر عليها بعض رجال الأعمال فى الفترة الماضية حين تبرعوا لانتخابات وأحزاب، وأنفقوا على كراتين كانت توزع فى الماضى بالمواسم الدينية وأصبحنا نشاهدها فى المواسم السياسية من انتخابات واستفتاءات وغيرها، هذا النمط ليس دليل صحة حتى لو تبرعوا بمئات الملايين، إنما دعم مؤسسات تنموية تخدم المجتمع هو دليل التقدم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤولية الاجتماعية المسؤولية الاجتماعية



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon