بقلم : عمرو الشوبكي
تعليقات كثيرة تلقيتها على ملف كورونا من مصريين مقيمين فى الخارج. الأول جاء من الدكتور الجراح محمود الإمام، المقيم فى السعودية، وجاء فيه:
عزيزى د. عمرو الشوبكى
أستغرب بشدة مما حدث فى معهد الأورام وما سيحدث فى مستشفيات أخرى إذا لم تصحح الأمور، حيث إن بعض الكبار فى الحقل الطبى يتعاملون مع الوباء بعدم مسؤولية، وكأن عدوى الأطقم الطبية أمر عادى ويحدث فى العالم كله، وهذا كلام يجافى كل الحقيقة لأن عدوى الطاقم الطبى ببساطة معناها إغلاق المستشفى.
من لا يدرى حساسية الوباء واحترافية التعامل معه فليتنح جانبا أو فلتتنح سلطات البلاد التى بوأته منصبه الرفيع. لا وقت للعب مع الفيروس، والذى يؤدى إلى نسف كل الإجراءات الاحترازية من التزام المنازل والتباعد الجسدى وتعليق التعليم وإغلاق الأنشطة.. إلخ، وتفقد معناها لأن الأبواب تكون مفتوحة لاستقبال الفيروس.
المطلوب التأكيد على ان الطاقم الطبى كله يقوم بحماية نفسه، وأى خرق سيفسد كل شىء، بالإضافة إلى توفير كافة المستلزمات الوقائية وأخذ العينات بطريقة سليمة حتى لا نضلل بنتائج سلبية لمرضى أو حاملى الفيروس، وتوفير إمكانات التحليل مهما كانت كلفته المادية «لحالات بعينها»، وكل ما سبق يتم فى كل الدنيا حسب الأصول الطبية وتعليمات منظمة الصحة العالمية، وهى منشورة ومعروفة للجميع فى الحقل الطبى، ولا مجال لإعادة اختراع العجلة.
إلى العاملين فى القطاع الطبى.. يا من تدفعون حياتكم فى سبيل الآخرين، احرصوا على تنفيذ كافة تعليمات السلامة بكل دقة حماية لأنفسكم وزملائكم وذويكم ومرضاكم وبلادكم.
نداء إلى فخامة الرئيس.. الأمر جد خطير.
تحيا مصر بأبنائها المخلصين الواعين بخطورة الموقف.
أما الرسالة الثانية فجاءت من الأستاذ محمد عبدالله، المقيم فى فيينا، وتضمنت:
أعيش فى النمسا منذ ثلاثين عاما، والمنظومة الصحية كانت قبل الدخول إلى الاتحاد الأوروبى أفضل بكثير لأسباب لا مجال لذكرها الأن، و«كورونا» كشف خللا ضخما فى المنظومة الصحية الأوروبية وأخطاء جسيمة لبعض صانعى القرار، ولكن ما يجب أن نتعلمه من هذه الدول:
أولا: الاعتراف بالخطأ وتصحيحه، وهذا ما يجب أن نتعلمه فى مصر، وأن يكون أهل الذكر أولاً فى كل شىء، وأن من يخطئ يعترف بخطئه، وأن حب الأوطان ليس بالأغانى ولكن بالعمل الجاد، والنقد لا يكون بالتجريح والتقليل من شأن الآخرين.
ثانيا: هذه الأزمة كشفت أن الإنسان المصرى المستهدف من أى إصلاح يعانى جوانب خلل، وستظل فى كل الدنيا مهمة صانع القرار إصلاح هذا الخلل، عبر التعليم والصحة، وإعطاء علماء الاجتماع والنفس الفرصة لإبداء المشورة.
أحيانا أشعر. أننى غريب حين أزور مصر نتيجة تصاعد ظواهر سلبية وجرائم غريبة عن المجتمع المصرى.
ثالثا: عدم إفساح المجال فى الإعلام للمعارضة البناءة أمر غير صحى.