توقيت القاهرة المحلي 08:15:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتجاه الخطر

  مصر اليوم -

الاتجاه الخطر

بقلم - عمرو الشوبكي

قد يكون تصويت المجر الذى يقودها زعيم يمينى متطرف ضد وقف إطلاق النار فى غزة له أكثر من دلالة، خاصة أنها الدولة الأوروبية الوحيدة بين دول الاتحاد الأوروبى الـ٢٧ التى اتخذت هذا الموقف.

والحقيقة أن المجر مثل الأرجنتين فى ظل رئيسها الجديد، الذى أعلن نقل سفارة بلاده إلى القدس، ولم يُدِنْ الجرائم الإسرائيلية، ومثل البرازيل فى عهد رئيسها السابق بولسونارو وأمريكا فى عهد ترامب تعزف نفس اللحن المتطرف بفرقة موسيقية مختلفة.

هذا الاتجاه الذى تعاطف معه البعض واعتبره «حائط صد» وهميًّا أمام الأفكار الديمقراطية اكتشف أن الأحزاب الليبرالية واليسارية التى تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فى العالم ليس من أولوياتها حاليًا نشر أفكارها فى البلدان الأخرى، وخاصة العالم العربى.

فالأوهام التى تصورها البعض مع مجىء الديمقراطيين لحكم أمريكا بأنهم سيتدخلون فى شؤون مصر وبلدان أخرى اكتشفوا أنه ليس من أولوياتهم نشر الديمقراطية، التى ثبت أنها خيارات تخص الشعوب ولا تُفرض من الخارج، كما أنهم امتلكوا معايير مزدوجة فى الدفاع عن حقوق الإنسان، فدافعوا عن حقوق المدنيين الإسرائيليين، ونسوا حقوق ٣٠ ألف فلسطينى، معظمهم أطفال ونساء تعمد قتلهم الجيش الإسرائيلى فى غزة.

ومع ذلك يظل هناك فارق كبير بين أحزاب وتيارات ليبرالية ويسارية غربية تدافع عن مصالح شعوبها ولا يُعوَّل عليها فى بناء الديمقراطية فى بلادنا لأنها مسؤولية شعوبنا ونخبنا ونظمنا الحاكمة وبين أحزاب عنصرية تكره وتتعالى على كل مَن هو خارج الحضارة الغربية البيضاء.

أنصار هذه التيارات فى أمريكا وأوروبا والهند وأمريكا الجنوبية هم أكثر الناس تعصبًا وعنصرية، هم يرفضونك ليس فقط لأنك عربى أو مسلم، إنما لأنك لست أمريكيًّا أبيض، ويعتبرون كل مَن هو خارج هذا «العرق» فى مرتبة أقل سواء كان مكسيكيًّا أو آسيويًّا، وقبلهما بالطبع الأفارقة أصحاب البشرة السمراء.

يجب ألا يتصور أحد أن عودة ترامب إلى الحكم ستكون حلًّا لأى قضية تخصنا، فالرجل لم تكن فقط علاقته سيئة بالمسلمين، إنما بالجميع، ويكفى أنه بنى جدارًا عازلًا فصله عن المكسيك، فى مشهد لم يحدث إلا فى بلد واحد، هو دولة الاحتلال الإسرائيلى.

مَن تبقى من أنصار هذا الاتجاه فى العالم العربى اكتشفوا أنه لو كان يحكم أمريكا أو عاد لحكمها مع ترامب فلن يقول كلمة واحدة ضد إسرائيل، ولن يتوسط من أجل هدنة إنسانية، إنما سيدعمها من أجل إتمام القتل والتهجير، وهو بالقطع خيار أسوأ من خيار الإدارة الحالية، التى ترفض بعض الممارسات قولًا ويرفض بعض المنتمين إلى تيارها، وبشكل قاطع، الممارسات الإسرائيلية، ويبقى الجزء الباقى يخصنا، وهو أن نكون فى وضع أقوى يجعلنا نفرض على أى إدارة غير متطرفة مصالحنا، وقبلها حياة شعوبنا فى غزة وفى أى مكان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتجاه الخطر الاتجاه الخطر



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon