توقيت القاهرة المحلي 05:48:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عنف النص أم السياق؟

  مصر اليوم -

عنف النص أم السياق

بقلم - عمرو الشوبكي

عملية السابع من أكتوبر التى قامت بها حماس واستهدفت مستوطنين وعسكريين ومدنيين إسرائيليين فتحت باب النقاش حول ما إذا كانت نتاج سياسات الاحتلال من قمع وقهر وظلم، كما يرى كثير من المحللين وقادة العالم، وبين من قالوا إنها نتيجة العنف المتأصل فى المفاهيم الإسلامية ولدى الشعب الفلسطينى كما قال الإسرائيليون وحلفاؤهم.

وقد أعيد فتح النقاش حول قضية التطرف والعنف وهل يرجع إلى النص الدينى أو، بمعنى أدق، التفسيرات المنحرفة للنص الدينى أم السياق الاجتماعى والسياسى المحيط؟، وأن كثيرا من المثقفين العرب الذين حملوا المفاهيم الدينية الخاطئة مسؤولية العنف عادوا وراجعوا موقفهم فيما يتعلق بالموقف من حماس، واعتبروا أن العنف الذى تمارسه رد فعل مقاوم ومشروع على جرائم الاحتلال، حتى لو اختلفوا مع توجهات الحركة العقائدية والسياسية.

بالمقابل سنجد أن كثيرا من الكتابات الإسرائيلية وبعض الكتابات الغربية عادت بقوة عقب عملية ٧ أكتوبر إلى «التفسير النصى» للعنف، أى إرجاع الأمر لأسباب بنيوية فى العقيدة الدينية أو الثقافة الفلسطينية حتى تنفى مسؤولية الاحتلال عن جعل العنف وحمل السلاح خيارا وحيدا أمام قطاعات واسعة من الشعب الفلسطينى حتى لو كان غير مضمون النجاح.

والواقع أن نقاش النص الدينى أو السياق الاجتماعى والسياسى كمسؤول أساسى (وليس وحيدا) عن العنف هو نقاش ارتبط فى الحقيقة بسجال للهروب من تحمل المسؤولية، فأصحاب نظرية أن المسؤولية تقع على النص الدينى أو التفسيرات الدينية المنحرفة يدفعون من أجل تحويل قضية العنف والتشدد إلى قضية دينية تخص المؤسسات الدينية وتخرج المؤسسات السياسية من الموضوع.

صحيح لا يمكن إغفال أهمية الإصلاح الدينى لمواجهة التطرف والعنف إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل أن الإصلاح الدينى لم يستكمل ولم ينجح إلا بعد أن عرفت المجتمعات، خاصة فى أوروبا إصلاحات سياسية وبنت دولة قانون مدنية حديثة فصلت فيها الدينى عن الزمنى، وجعلت الإيمان الدينى قضية شخصية بين الإنسان وربه، والكنيسة مكان آمن للعبادة لها أدوار ثقافية ورمزية، واختفت هيمنتها السياسية على النظم القائمة عقب استقرار الدولة المدنية الحديثة.

لم تكن قضية الإصلاح الدينى قضية المؤسسات الدينية فقط، ولم تكن قضية مواجهة العنف تخص أساسا الخطاب الدينى والمؤسسات الدينية، إنما هى بالأساس قضية إصلاح سياسى وتقدم اقتصادى وتنمية ثقافية وتعليمية مسؤول عنها النظم الحاكمة.

موقف منظومة الحكم الإسرائيلية المتطرفة من العنف الفلسطينى يركز على جوانب يقول عنها «متأصلة» فى الشعب الفلسطينى ولا يتردد بعضهم فى القول صراحة إنها بسبب الإسلام وهو كلام بعيد عن العلم والمنطق، لكنه يضمن أن يبعد النقاش عن مسؤولية السياق السياسى والاجتماعى المحيط الذى صنعته دولة الاحتلال وجعلت العنف والمقاومة المسلحة خيارا وحيدا أمام كثير من الفلسطينيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنف النص أم السياق عنف النص أم السياق



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon