توقيت القاهرة المحلي 23:41:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عنف النص أم السياق؟

  مصر اليوم -

عنف النص أم السياق

بقلم - عمرو الشوبكي

عملية السابع من أكتوبر التى قامت بها حماس واستهدفت مستوطنين وعسكريين ومدنيين إسرائيليين فتحت باب النقاش حول ما إذا كانت نتاج سياسات الاحتلال من قمع وقهر وظلم، كما يرى كثير من المحللين وقادة العالم، وبين من قالوا إنها نتيجة العنف المتأصل فى المفاهيم الإسلامية ولدى الشعب الفلسطينى كما قال الإسرائيليون وحلفاؤهم.

وقد أعيد فتح النقاش حول قضية التطرف والعنف وهل يرجع إلى النص الدينى أو، بمعنى أدق، التفسيرات المنحرفة للنص الدينى أم السياق الاجتماعى والسياسى المحيط؟، وأن كثيرا من المثقفين العرب الذين حملوا المفاهيم الدينية الخاطئة مسؤولية العنف عادوا وراجعوا موقفهم فيما يتعلق بالموقف من حماس، واعتبروا أن العنف الذى تمارسه رد فعل مقاوم ومشروع على جرائم الاحتلال، حتى لو اختلفوا مع توجهات الحركة العقائدية والسياسية.

بالمقابل سنجد أن كثيرا من الكتابات الإسرائيلية وبعض الكتابات الغربية عادت بقوة عقب عملية ٧ أكتوبر إلى «التفسير النصى» للعنف، أى إرجاع الأمر لأسباب بنيوية فى العقيدة الدينية أو الثقافة الفلسطينية حتى تنفى مسؤولية الاحتلال عن جعل العنف وحمل السلاح خيارا وحيدا أمام قطاعات واسعة من الشعب الفلسطينى حتى لو كان غير مضمون النجاح.

والواقع أن نقاش النص الدينى أو السياق الاجتماعى والسياسى كمسؤول أساسى (وليس وحيدا) عن العنف هو نقاش ارتبط فى الحقيقة بسجال للهروب من تحمل المسؤولية، فأصحاب نظرية أن المسؤولية تقع على النص الدينى أو التفسيرات الدينية المنحرفة يدفعون من أجل تحويل قضية العنف والتشدد إلى قضية دينية تخص المؤسسات الدينية وتخرج المؤسسات السياسية من الموضوع.

صحيح لا يمكن إغفال أهمية الإصلاح الدينى لمواجهة التطرف والعنف إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل أن الإصلاح الدينى لم يستكمل ولم ينجح إلا بعد أن عرفت المجتمعات، خاصة فى أوروبا إصلاحات سياسية وبنت دولة قانون مدنية حديثة فصلت فيها الدينى عن الزمنى، وجعلت الإيمان الدينى قضية شخصية بين الإنسان وربه، والكنيسة مكان آمن للعبادة لها أدوار ثقافية ورمزية، واختفت هيمنتها السياسية على النظم القائمة عقب استقرار الدولة المدنية الحديثة.

لم تكن قضية الإصلاح الدينى قضية المؤسسات الدينية فقط، ولم تكن قضية مواجهة العنف تخص أساسا الخطاب الدينى والمؤسسات الدينية، إنما هى بالأساس قضية إصلاح سياسى وتقدم اقتصادى وتنمية ثقافية وتعليمية مسؤول عنها النظم الحاكمة.

موقف منظومة الحكم الإسرائيلية المتطرفة من العنف الفلسطينى يركز على جوانب يقول عنها «متأصلة» فى الشعب الفلسطينى ولا يتردد بعضهم فى القول صراحة إنها بسبب الإسلام وهو كلام بعيد عن العلم والمنطق، لكنه يضمن أن يبعد النقاش عن مسؤولية السياق السياسى والاجتماعى المحيط الذى صنعته دولة الاحتلال وجعلت العنف والمقاومة المسلحة خيارا وحيدا أمام كثير من الفلسطينيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنف النص أم السياق عنف النص أم السياق



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - يسرا خارج دراما رمضان 2025 للعام الثاني على التوالي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon