توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنافسة المطلوبة

  مصر اليوم -

المنافسة المطلوبة

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلن الرئيس السيسى رسمياً ترشحه لانتخابات الرئاسة لفترة ثانية، وبعده بساعات أعلن الفريق سامى عنان، «فجراً»، ترشحه لانتخابات الرئاسة ليتغير، ولو جزئياً، مشهد انتخابات الرئاسة بفتح باب للمنافسة لو قُدر لـ«عنان» الاستمرار فى السباق حتى النهاية.

والحقيقة أن انتخابات تنافسية تعنى أن الرئيس السيسى لا يزال لديه دعم شعبى، حتى لو فقد جزءاً كبيراً منه، فلا يزال هناك تيار كبير من المصريين يرى أن الرجل خلص البلاد من حكم الإخوان، وأعاد الاستقرار الأمنى إلى البلاد، وأنجز مشروعات اقتصادية عملاقة، ويخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب، حتى لو لم ينجح فيها، إلا أن أنصاره يقدمون له الأعذار فى هذا المجال، على اعتبار أن الإرهاب ظاهرة عالمية، وأنه يستهدف أعتى الديمقراطيات.

هناك ما يمكن أن يقوله السيسى سياسياً لأنصاره بعيداً عن حملات الاغتيال المعنوى «الممنهج»، الذى يمارسه جزء كبير من الإعلام المؤيد تجاه مُنافِسيه المحتملين.

الرئيس أمامه فرصة تاريخية أن يقبل، ولو بقدر، بقواعد اللعبة السياسية، التى تضمن وجود منافسة ما بين مرشحين محتملين، حتى لو لم يحبهم، (وهو التعبير المهذب)، ولكن عليه قبولهم، لأن الشعب هو الذى يقرر، (حتى لو أخطأ)، فى أى تنافس سياسى مَن سيحكمه، تماما مثلما أن القضاء هو الذى يقرر ما إذا كان هذا الشخص فاسدا أم لا.

فى بلاد كثيرة التعددية بدأت مقيدة بسلطة «فيتو» أو سلطة وصاية مثلما شهدت تركيا لفترات طويلة نموذجا سياسيا يقبل بالتنافس والتعددية فى إطار العلمانية التى تحددها المؤسسة العسكرية، وكانت هذه هى البداية للتحول نحو نظام سياسى جديد تراجع فيه الدور المباشر للمؤسسة العسكرية فى العملية السياسية. وفى إيران هناك صراع أجنحة داخل نظام ولاية الفقيه يظل أفضل من النظم التى لا تعرف أى تنافس داخلى من أى نوع، وقد يؤدى إلى تعددية كاملة فى المستقبل المنظور تخرج عن سلطة الولى الفقيه.

وفى مصر هناك فرصة تاريخية أن تتقدم البلاد خطوة للأمام فى اتجاه تنوع على أرضية الدولة الوطنية، وترعاه المؤسسة العسكرية، ويُجنِّب البلاد انهيارات وأزمات كبرى، بأن تُدار المعركة الانتخابية القادمة بين الرئيس والمرشح الأقوى «عنان» على أرضية سياسية بعيداً عن التهم الجاهزة التى تُفقد النظام عناصر قوة يمتلكها ويهدرها بكل سهولة لصالح خطاب بذىء يضر بمَن فى الحكم أكثر من غيره.

إذا خرج الرئيس السيسى من «ثقافة التفويض» والإجماع، وقبِل بانتخابات تنافسية لا يحصل فيها على 90% (فى مصر لم يخسر رئيس فى السلطة استفتاء أو انتخابات تعددية منذ أن تأسس نظامها الجمهورى عام 1954)، وفتح قنوات تواصل مع معارضين وساخطين ومحبَطين ليس من أجل توزيع مغانم، إنما من أجل رفع مظالم وتصحيح مسار، فإن مصر ونظام الرئيس هما اللذان سيفوزان قبل أى منافس.

القبول بانتخابات تنافسية، مهما كانت نتائجها، سيعنى عملياً نجاحاً للنظام السياسى المصرى فى الانتقال من نظام الصوت الواحد الخطر إلى نظام التعددية المقيدة الآمن، ويفتح الباب أمام بناء دولة قانون وتحول ديمقراطى يحترم كرامة الشعب ويعتبره رقماً فى المعادلة السياسية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنافسة المطلوبة المنافسة المطلوبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon