توقيت القاهرة المحلي 23:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطأ فى الحسابات

  مصر اليوم -

خطأ فى الحسابات

بقلم - عمرو الشوبكي

المواجهات الحالية بين إسرائيل وحزب الله محكومة بإطار رفيع يضبط عدم تحولها إلى حرب شاملة، وتبقى الخطورة فى أن خطأ وحيدًا فى الحسابات قد يحول المواجهات المحسوبة بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب شاملة مع لبنان.

إن مواجهات أمس الأول بين الحزب وإسرائيل، والصواريخ والمسيرات المتطورة التى أطلقها الحزب على الجليل قاعدة ميرون العسكرية وفشل القبة الحديدية فى صدمهم جعلت الرد الإسرائيلى فى تصاعد، خاصة أنه سبق له أن استهدف قيادات صف أول كثيرة لحزب الله بجانب عشرات المقاتلين والمدنيين.

وحين تكون المواجهات لأسباب عقائدية أو لتناقضات سياسية، فإن خطأ الحسابات يكون واردًا بصورة كبيرة لأن الأمر يختلف عن المواجهات التى تجرى من أجل التحرر الوطنى مثلما فعل حزب الله فى عام 2000 حين خاض وقاد مقاومة بطولية من أجل تحرير الجنوب اللبنانى وانتصر لأنه خاض معركة تحرير أرض محتلة عرفها العالم العربى فى أكثر من ساحة، أما الآن فإن تضامنه مع غزة وارتباطه بالحسابات الاستراتيجية الإيرانية يجعل مواجهاته مع إسرائيل تحمل فى أى لحظة خطر الانزلاق نحو مواجهة شاملة تصعب السيطرة عليها.

والحقيقة أن مواجهة حزب الله لإسرائيل فى 2006 بكل ما تركته من صور صمود فى مقاومة الجبروت الإسرائيلى فإنها أيضًا خلفت مآسى كبرى على لبنان واللبنانيين جراء الغارات والاعتداءات الإسرائيلية، وجعلت كثيرين من اللبنانيين، بمَن فيهم جانب كبير من حاضنة حزب الله الشيعية، يعتبرون أن البلد غير مؤهل لخوض حرب ضد إسرائيل يدمر فيها ما تبقى من مؤسساته، ويعمق من أزماته الاقتصادية، وتُهدم الضاحية الجنوبية، ويُضاف آلاف الشهداء المدنيين إلى مسلسل الشهداء فى فلسطين.

يجب ألّا يدخل لبنان فى مواجهة شاملة مع إسرائيل، خاصة بعد أن اتضح مؤخرًا أن بلدًا كبيرًا بحجم إيران دخل فى «مواجهة منضبطة» مع إسرائيل، وتمسك بعدم الدخول فى مواجهة شاملة معها.

يقينًا أن يأخذ حزب الله بعين الاعتبار رفض أغلب اللبنانيين الدخول حاليًا فى حرب مع إسرائيل ستدمر ما تبقى من لبنان يُعتبر أمرًا إيجابيًّا، خاصة أن البعض كان سيهاجمه بقسوة أشد لو فعل العكس ودخل فى مواجهة شاملة مع إسرائيل، فكانت ستنهال عليه السهام من كل جانب بالقول إنه ورط البنان ودمره فى حرب لا ترى الغالبية العظمى من اللبنانيين أنهم مضطرون مثل باقى الدول العربية للدخول فيها.

أن يضع حزب الله حساباته الداخلية والإقليمية فى عين الاعتبار أمر إيجابى، وأن يكتفى بالاستنزاف الذى يمارسه فى مواجهة الجيش الإسرائيلى، ويدفع ثمنه كل يوم شهداء من عناصره ومن السكان المدنيين مفهوم، إلا أن خطورة تلك المواجهات التى تجرى «على الشعرة» أنها فى أى لحظة، ولخطأ غير متوقع أو متوقع فى الحسابات، تتحول إلى مواجهة شاملة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطأ فى الحسابات خطأ فى الحسابات



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:18 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة
  مصر اليوم - أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon