توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صعود الصين

  مصر اليوم -

صعود الصين

بقلم : عمرو الشوبكي

نجحت الصين فى السيطرة على فيروس كورونا فى فترة وجيزة بإجراءات صارمة، فى مقابل تعثر غربى وعالمى فى حصاره ولو مؤقتًا، وبدأت الصين فى الترويج لنجاحها على مستوى العالم، دعمته أيضًا بتقديم مساعدات إلى الدول التى تعانى من انتشار الوباء، خاصة إيطاليا.

وأصبح السؤال: هل حققت الصين تقدمًا فى الصراع التجارى والاقتصادى والسياسى مع أمريكا وأوروبا؟، وكيف ستكون رسالة الصين إلى العالم ومضمونها فى مرحلة ما بعد كورونا؟.

لقد سيطرت الصين على فيروس كورونا بمجموعة إجراءات صارمة طبقت بشكل لم يخلُ من القسوة على كثير من الناس، واعتبر البعض أن أحد أسباب نجاح الصين هو عدم ديمقراطية نظامها السياسى، مما سهل من قدرتها على اتخاذ قرارات مركزية قابلة للتنفيذ الفورى على أرض الواقع، فهل سيعنى ذلك أن المستقبل سيكون للنظم المركزية على حساب النظم الديمقراطية؟ وهل هذا ما ستروج له الصين؟.

والحقيقة أن هذا الطرح تكتنفه أوجه قصور كثيرة، فموضوع السيطرة على فيروس كورونا يتجاوز طبيعة النظم السياسية، ولا يمكن القول إن الصين سيطرت عليه لأنها سلطوية، أو أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا لن تسيطر عليه لأنها نظم ديمقراطية، فالصين سيطرت على الفيروس بكفاءة الأداء، وباختيارها العلم طريقًا لمقاومته، والصرامة والانضباط كأسلوب فى التنفيذ، فقد عزلت ووهان (مركز الوباء) عن باقى مدن ومقاطعات الصين، واستخدمت نظامًا تكنولوجيًّا متطورًا لمتابعة الناس عن طريق هواتفهم النقالة، مستفيدة من نظام المعلومات الضخم (Big Data) الذى تعرف من خلاله الدولة كثيرا من التفاصيل عن مواطنيها، فحددت المشتبه فى إصابتهم بالفيروس بمجرد إدخال الرقم الوطنى.

صحيح أن الوجه الأمنى كان حاضرًا حين طالبت السلطات كل مواطن بأن يبلّغ عن أصدقائه وأقاربه، فى حال شعر أنهم يخفون إصابتهم بالمرض، كما قاموا بإجبار المشتبه بإصابتهم على الذهاب إلى العزل الصحى.

لقد ترسخت مركزية النظام السياسى وثقافة الحزب الواحد عقب ثورة الصين الشيوعية فى 1949، وأصبحت ثقافة مجتمعية لا يمكن استنساخها فى خبرات تاريخية أخرى، وهذا ما قد يفسر لنا استجابة الناس التلقائية لتوجيهات السلطات بخصوص إجراءات الوقاية من الفيروس لأنهم تربوا داخل نظام سياسى رسخ مفهوم المركزية فى اتخاذ القرارات.

والحقيقة أن الصين نجحت لكفاءة نظامها السياسى وتقدمها الصناعى والعلمى وليس بسبب سلطوية نظامها، لأن باقى النظم الاستبدادية التى يعرفها العالم فشلت فى مواجهة مشاكل (وليست كوارث) أقل خطرا من فيروس كورونا، بسبب انعدام الكفاءة وكراهية العلم والمهنية وعدم استخدام العقل.

ستصعد الصين وستروّج لكفاءة نظامها السياسى واعتماده على العلم، ليس لأنه نظام شيوعى أو سلطوى، بل لأن الجوانب الأولى قابلة للتسويق والتأثير، والثانية لن يشتريها أحد يذكر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صعود الصين صعود الصين



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon