توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرد الإيرانى

  مصر اليوم -

الرد الإيرانى

بقلم - عمرو الشوبكي

قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية فى دمشق، وقتلت 11 شخصًا، منهم 8 إيرانيين وسوريان ولبنانى، وبينهم محمد رضا زاهدى أحد قادة فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى.

وردت إيران أمس الأول بإطلاق ٣٠٠ صاروخ وطائرة مُسيرة أصابت قاعدة عسكرية إسرائيلية إصابات طفيفة، وأصابت شخصًا واحدًا بما يعنى أن الهجوم لم يحقق إصابات تُذكر.

والحقيقة أن حسابات الرد الإيرانى كانت فى غاية الصعوبة والتعقيد، فهى ترغب فى الرد ولا ترغب فى أن يؤدى هذا الرد إلى حرب شاملة مع إسرائيل، لأن أى حرب نظامية أو شبه نظامية بين الجانبين ليست فى صالح إيران، وإذا دخلت إيران فى حرب مدن ومنشآت حيوية فإن الدعم الأمريكى غير المشروط لتل أبيب سيجعلها فى وضع متفوق على طهران.

صحيح أن إيران تمتلك ورقة «الأذرع» فى العالم العربى، ولكنها جميعًا لديها حسابات داخلية تجعلها فى وضع لا يسمح بسهولة بالدخول فى حرب مفتوحة مع إسرائيل، خاصة حزب الله والتنظيمات الشيعية المسلحة فى العراق.

فحزب الله يعرف أن الغالبية العظمى من اللبنانيين لا يرغبون فى الدخول فى حرب ضد إسرائيل، بل إن جانبًا معتبرًا من الحاضنة الشعبية الشيعية لحزب الله لا تريد تكرار مآسى حرب 2006 التى دُمرت فيها أجزاء كبيرة من الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله.

أما العراق فإن زيارة رئيس الوزراء العراقى لواشنطن من أجل دعم التهدئة الداخلية ونسج علاقة تحالف استراتيجية جديدة مع أمريكا، تجعل العراق الرسمى فى وضع رافض للدخول فى أى حرب مع إسرائيل، أما التنظيمات العراقية المسلحة فهى ليس لديها حدود مع إسرائيل ولم يكن دورها مؤثرًا فى أى معركة معها حتى لو استهدفت بعض القواعد الأمريكية.

يبقى الحوثى وحده فى ظل الواقع اليمنى الحالى القادر على التحرك بحرية، ويمكنه أن يطلق صواريخ على إسرائيل أو يعطل حرية الملاحة فى البحر الأحمر، ولكنه فى كلتا الحالتين لن يكون مؤثرًا أو قادرًا على أن يحل مكان الإيرانيين فى القيام برد.

لم يكن أمام إيران إلا أن ترد بنفسها على الاعتداء الإسرائيلى وهو رد يجب أن يكون دقيقًا «بالشعرة» لأنه سيرغب فى استهدافها بشكل مباشر بحيث يقنع جمهورها وحلفاءها بقوة الرد، وفى نفس الوقت لا يؤدى إلى حرب شاملة.

الرد الإيرانى من حيث تأثيره الفعلى على الأرض كان محدودًا، فى حين أن دلالاته الرمزية كانت قوية، فهى من المرات القليلة التى تنجح فيها دولة فى «إمطار» إسرائيل بوابل من المُسيرات والصواريخ فى إطار حروب الردع المتبادل وليس فى إطار حرب شاملة، وهو أمر يكسر الهيبة التى أضفتها إسرائيل حول نفسها، ويجعلها فى وضع قد تضطر فيه بفعل الضغوط الأمريكية إلى عدم الرد على الهجوم الإيرانى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرد الإيرانى الرد الإيرانى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon