توقيت القاهرة المحلي 17:56:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقبرة الخالدين

  مصر اليوم -

مقبرة الخالدين

بقلم - عمرو الشوبكي

تظل فكرة إنشاء مقبرة للخالدين مقبولة فى حال لم تأت على حساب المقابر القديمة التى تعرفها القاهرة منذ قرون، فالحديث المتصاعد عن ضرورة بناء مقبرة تضم رفات شخصيات ثقافية ودينية وزعماء سياسيين كبار، لا يجب أن يكون مبررا لهدم المقابر القديمة التى تظل قيمتها فى روعة بنائها المعمارى وتاريخها، وأنها فى مكانها باتت أثرا، حتى لو لم تسجل كأثر.

الحقيقة أن توجه هدم المبانى القديمة لصالح توسيع طريق أو بناء كوبرى يجب مراجعته؛ لأنه صار يتم على نطاق واسع، كما أن حديث رئيس الوزراء أثناء زياراته لمنطقة مقابر السيدة نفيسة والإمام الشافعى عن سوء حالها لا يعنى أن الحل فى هدمها، إنما مسؤولية الحكومة فى تجديدها وتنظيفها، والاستثمار فى البشر الساكنين فيها، والقضاء على أى مظاهر مخالفة للقانون.

حوارى أوروبا وأزقتها فى القرن الماضى كانت مرتعا لكل الموبقات من جريمة ومخدرات وعنف، ومع ذلك لم يتم هدمها ولم يطرد سكانها إنما تم تجديدها وتنظيفها والقضاء على كل المظاهر المخالفة للقانون، وأصبحت منذ أكثر من نصف قرن المناطق الأكثر جذبا للسياح بمطاعمها الشعبية ودفء مشاعر قاطنيها؛ لأن الحكومات فكرت بطريقة مختلفة واستثمرت فى المكان والبشر.

وقد شهدنا بلدا مثل اليونان مر بأزمة اقتصادية طاحنة، وتدخل الاتحاد الأوروبى بقسوة لضبطه، ومع ذلك لم تفكر الحكومة للحظة أن تحل مشكلتها بتأجير معلمها السياحى الأبرز «الأكروبول» أو هدم المبانى القديمة المحيطة به وبناء ناطحات سحاب؛ إنما احتفظت بكل المبانى القديمة دون تغيير.

أما بلد مثل بولندا فقد هُدمت المنطقة التجارية القديمة فى عاصمته وارسو أثناء الحرب العالمية الثانية، فقرروا أن يعيدوا بناءها مرة أخرى بتقنيات حديثة وبنفس تفاصيل الشكل القديم مهما كانت التكلفة، وهنا اشتروا تاريخهم مرة أخرى ودفعوا فى سبيل ذلك المليارات.

أما المغرب، فسنجد معظم مدنه الكبرى، من الرباط مرورا بمراكش وحتى فاس، محاطة بسور حول ما يعرف «بالمدينة العتيقة»، واحتفظ بها كما هى بمبانيها القديمة دون مساس أو تغيير منذ قرون عديدة، كما لا يمكن لأحد أن يذهب لمنطقة السلطان أحمد فى إسطنبول ويجد مقبرة قد أزيلت أو مبنى قديما هدم، فقد ظلت معالمها كما هى لا تتغير عبر عقود.

والحقيقة أن حرص كل بلاد الدنيا شمالا وجنوبا عربا وعجما على الحفاظ على أحيائهم القديمة، ويكون الهدم فى أضيق حدود وبشكل استثنائى- أمر واضح.

مقابر القاهرة أو الجبانات التى يجرى هدم جانب منها دفن فيها رجال دين وفكر وثقافة وعلوم وسياسة، وشكلت الهوية البصرية لجانب من مدينة القاهرة على مساحة 500 فدان وتمتد لمسافة 12 كيلو مترا، والمطلوب الاحتفاظ بها وتجديدها لتصبح فى مكانها حديقة الخالدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقبرة الخالدين مقبرة الخالدين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon