توقيت القاهرة المحلي 06:19:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقبرة الخالدين

  مصر اليوم -

مقبرة الخالدين

بقلم - عمرو الشوبكي

تظل فكرة إنشاء مقبرة للخالدين مقبولة فى حال لم تأت على حساب المقابر القديمة التى تعرفها القاهرة منذ قرون، فالحديث المتصاعد عن ضرورة بناء مقبرة تضم رفات شخصيات ثقافية ودينية وزعماء سياسيين كبار، لا يجب أن يكون مبررا لهدم المقابر القديمة التى تظل قيمتها فى روعة بنائها المعمارى وتاريخها، وأنها فى مكانها باتت أثرا، حتى لو لم تسجل كأثر.

الحقيقة أن توجه هدم المبانى القديمة لصالح توسيع طريق أو بناء كوبرى يجب مراجعته؛ لأنه صار يتم على نطاق واسع، كما أن حديث رئيس الوزراء أثناء زياراته لمنطقة مقابر السيدة نفيسة والإمام الشافعى عن سوء حالها لا يعنى أن الحل فى هدمها، إنما مسؤولية الحكومة فى تجديدها وتنظيفها، والاستثمار فى البشر الساكنين فيها، والقضاء على أى مظاهر مخالفة للقانون.

حوارى أوروبا وأزقتها فى القرن الماضى كانت مرتعا لكل الموبقات من جريمة ومخدرات وعنف، ومع ذلك لم يتم هدمها ولم يطرد سكانها إنما تم تجديدها وتنظيفها والقضاء على كل المظاهر المخالفة للقانون، وأصبحت منذ أكثر من نصف قرن المناطق الأكثر جذبا للسياح بمطاعمها الشعبية ودفء مشاعر قاطنيها؛ لأن الحكومات فكرت بطريقة مختلفة واستثمرت فى المكان والبشر.

وقد شهدنا بلدا مثل اليونان مر بأزمة اقتصادية طاحنة، وتدخل الاتحاد الأوروبى بقسوة لضبطه، ومع ذلك لم تفكر الحكومة للحظة أن تحل مشكلتها بتأجير معلمها السياحى الأبرز «الأكروبول» أو هدم المبانى القديمة المحيطة به وبناء ناطحات سحاب؛ إنما احتفظت بكل المبانى القديمة دون تغيير.

أما بلد مثل بولندا فقد هُدمت المنطقة التجارية القديمة فى عاصمته وارسو أثناء الحرب العالمية الثانية، فقرروا أن يعيدوا بناءها مرة أخرى بتقنيات حديثة وبنفس تفاصيل الشكل القديم مهما كانت التكلفة، وهنا اشتروا تاريخهم مرة أخرى ودفعوا فى سبيل ذلك المليارات.

أما المغرب، فسنجد معظم مدنه الكبرى، من الرباط مرورا بمراكش وحتى فاس، محاطة بسور حول ما يعرف «بالمدينة العتيقة»، واحتفظ بها كما هى بمبانيها القديمة دون مساس أو تغيير منذ قرون عديدة، كما لا يمكن لأحد أن يذهب لمنطقة السلطان أحمد فى إسطنبول ويجد مقبرة قد أزيلت أو مبنى قديما هدم، فقد ظلت معالمها كما هى لا تتغير عبر عقود.

والحقيقة أن حرص كل بلاد الدنيا شمالا وجنوبا عربا وعجما على الحفاظ على أحيائهم القديمة، ويكون الهدم فى أضيق حدود وبشكل استثنائى- أمر واضح.

مقابر القاهرة أو الجبانات التى يجرى هدم جانب منها دفن فيها رجال دين وفكر وثقافة وعلوم وسياسة، وشكلت الهوية البصرية لجانب من مدينة القاهرة على مساحة 500 فدان وتمتد لمسافة 12 كيلو مترا، والمطلوب الاحتفاظ بها وتجديدها لتصبح فى مكانها حديقة الخالدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقبرة الخالدين مقبرة الخالدين



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon