توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصاد الرهائن

  مصر اليوم -

اقتصاد الرهائن

بقلم - عمرو الشوبكي

 

كثيرًا ما يلفت الانتباه كتابات باحثين في قضية خارج تخصصهم، مثلما يكتب غير عربى عن العالم العربى أو غير أوروبى عن أوروبا وهكذا، ليس لكون ما يكتبونه دليل «عبقرية» استثنائية أو أنه محل اتفاق، إنما في كثير من الأحيان يقدمون فكرة خارج الصندوق وخارج النمط السائد في نقاشات أهل التخصص حين يتناقشون في تخصصاتهم.

والحقيقة أن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فتح جدلًا عنيفًا بين علماء السياسة والاجتماع والعلوم العسكرية والاستراتيجية بجانب نقاشات متنوعة حول مئات التقارير الصحفية التي شهدتها كبريات الصحف العالمية وناقشت ما يجرى في غزة من زوايا متعددة.

وقد لفت نظرى ما كتبته الباحثة الاقتصادية والخبيرة المالية والمدونة البريطانية فرانسيس كوبولا (Frances Coppola) عما سمته «اقتصاد الرهائن» (Hostage economics) تعليقًا على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وتحاول تفسير أسباب وجود فارق في «نسبة المقايضة» بين الأسيرين الفلسطينى والإسرائيلى، ولماذا تسلم إسرائيل ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل أسير إسرائيلى واحد، واعتبرت ذلك دليلًا على أن قيمة الإسرائيلى أعلى من الفلسطينى وفق منطق عملية المقايضة (Game theory)، وقالت إن البشر الذين تخضع حرتهم للمساومة ليسوا متساوين على الإطلاق.

واعتبرت أن هناك تسلسلًا هرميًا للقيمة بين الرهائن، لأن قيمتهم تتحدد على أساس درجة الغضب الذي يعبر عنه الناس تجاه الرهينة، وهذا يعنى أن الأطفال أكثر قيمة من البالغين، والأطفال الرضع أكثر قيمة من الاثنين، والنساء أكثر قيمة من الرجال، وكبار السن أكثر قيمة من الشباب، والأشخاص ذوى المكانة العالية والمرموقة في مجتمعهم أكثر قيمة من الأشخاص العاديين، وقالت إن حماس لم تحتجز أيًا من مشاهير المجتمع الإسرائيلى أو صحفيين وخبراء كبار، وإن ذلك في حال حدوثه لامتلكت ورقة مقايضة كبيرة وغير مسبوقة.

واختتمت الباحثة البريطانية مقالها بالقول إن الأكثر قيمة على الإطلاق هم الجنود، واعتبرت أنه من غير الدقيق وصفهم بالرهائن إنما هم أسرى حرب لأنهم كمقاتلين يعتبرون أهدافًا مشروعة حتى عندما يكونون خارج الخدمة، وهنا ليست درجة الغضب التي تحدد قيمتهم إنما فائدتهم للآلة العسكرية الإسرائيلية، ولذا ليس مستغربًا أن تظل حماس متمسكة حتى الآن بالجنود إلى جانب الرجال في سن القتال الذين تعتبرهم جنودًا حتى تستطيع مقايضتهم بكل الأسرى الفلسطينيين كما تطالب.

استخدمت الباحثة مفردات اقتصادية بحتة، وقامت كما يرى البعض بـ«تسليع» البشر، ولكنها رغم هذه الانتقادات لم يكن هدفها الإقلال من القيمة الإنسانية للرهائن، إنما طبقت خبرتها في المعاملات المالية وعمليات المقايضة على مشهد تبادل الأسرى، وأثار ما كتبته جدلًا واسعًا إعلاميًا وسياسيًا.

ستظل هناك كتابات كثيرة حول ما يجرى في غزة خارج التحليلات السياسية، بعضها له جانب اقتصادى، وبعضها الآخر يتعلق بتفاصيل إنسانية ومعيشية، ومن المفيد متابعتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد الرهائن اقتصاد الرهائن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon